السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مهارة العمالة الصينية.. و«تيم كوك»

تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي مقابلة قديمة لـ«تيم كوك» الرئيس التنفيذي لشركة أبل، والتي تحدث فيها عن سبب اتجاه الشركات العالمية للإنتاج في الصين، ووضّح كوك أن هناك مغالطة في فهم هذه المسألة باعتقاد الكثيرين بأن الشركات الأجنبية تذهب إلى الصين لرخص الأيدي العاملة، وبيّن أن هذا الاعتقاد خاطئ حيث إن الشركات تذهب للإنتاج في الصين ليس لهذا السبب بل لوجود الأيدي العاملة الخبيرة، التي تستطيع إخراج المنتج النهائي بطريقة صحيحة ومتقنة.

حديث كوك مهم جداً، وفيه معلومة صحيحة حول القوى العاملة الصينية، فالصين خلال السنوات الماضية استثمرت ببناء شعبها وتعليمه أفضل المهارات، التي تلبي الاحتياج العالمي للعمال المهرة وأصحاب الاختصاصات الدقيقة والمعقدة من مهندسين وفنيين قادرين على تشغيل أضخم المصانع وأكبر خطوط الإنتاج، وعمال قادرين على إتمام العمل بالشكل المطلوب من حيث الدقة والجودة والكفاءة التي تتطلبها المعايير العالمية لكفاءة المنتج، وهذا سر قوة الصين وقدرة قوتها العاملة.

كما اعتمدت أيضاً خلال السنوات الماضية سياسة التعليم المعتمد على التدريب والتأهيل العملي، وفتحت أبواباً كبيرة من التخصصات الفنية التي يحتاجها أي مصنع في العالم، وأيضاً عمل النظام التعليمي على تخريج أفواج كبيرة من المهندسين والفنيين المدربين، والذين اعتمد تعليمهم على نظام التدريب العملي وليس النظري فقط، وبذلك أصبحت القوى العاملة مجهزة لتولي المهام والانخراط بسوق العمل بسهولة، بالإضافة للاستثمار في تدريب العمال في الأعمال التصنيعية البسيطة ليقوموا بها بكفاءة عالية، وهذا ما جعل الثقة بخريجي النظام التعليمي أو التدريبي تكبر يوماً بعد يوم.

الصين خرجت من عباءة التصنيع وفق المعايير المطلوبة، وحولت المسار الإنتاجي لمسار أكثر إبداعاً وتطوراً وابتكاراً، وأصبح بمقدور الشركات والمصانع الصينية إضافة الكثير من معايير الجودة بفضل الخبرة المكتسبة خلال السنوات الماضية والتي جعلت من الصين مصنع العالم، وبفضل هذه التجارب العالمية الضخمة أصبح لدى مصانعها كثير من الحلول المبتكرة التي قلما تجدها في أي منظومة تصنيع حول العالم، بالإضافة لوفرة الأيدي العاملة المدربة والمتعلمة.

كل ذلك اجتمع مع وجود أحدث الأدوات والتكنولوجيا والروبوتات الإنتاجية، وخطوط الإنتاج المتقدمة المعتمدة على أحدث الوسائل التكنولوجية، ووجود المهرة الذين يديرونها ويشغلونها ويبرمجونها ويقومون بصيانتها أيضاً، وهذا يعزز من قوة الإنتاج داخل الصين، ويشجع الشركات العالمية للتواجد داخل الصين لإنتاج منتجاتها العالمية.