الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ثقافة العنف

هناك عقليات تتقبل ثقافة العنف بشكل كبير جداً، مع أننا نسمع منها تأكيداً على أن العنف، إيذاء الآخرين، وهو أمر مذموم، لكن واقع هذه الشخصيات يؤكد أنها على أتم الاستعداد للتصرفات العنيفة لأتفه الأسباب.

لقد أصبحت هذه الثقافة جزءاً من الحياة الشعبيّة، فصيغت الأمثال والحكم والعبارات البليغة لتكريسها كقولهم: «من رشَّنا بالماء رشَّيْناه بالدم»، و«من داس لنا على طرف دسناه على راسه»، والطفل الصغير قد يسمع من والديه ثقافة أخذ الحق باليد، بل قد يمدح إن ضرب غيره، وإن تعرض الشاب المراهق لإساءة يسيرة فقام برد هذه الإساءة بأضعاف مضاعفة فهو البطل المغوار، وهكذا تتطور المسألة حتى تصل إلى الاقتناع بضرورة الأخذ بالثأر إن تطلب الأمر.

وكثير منا سمع عن تلك الجريمة البشعة، التي وقعت في إحدى الدول، حيث قام جماعة بالتسلط على شاب وحيد بسبب خلافات مع والده، فبتروا يديه وأصابوه بعاهات مستديمة.

هذه الثقافة تخالف تعاليم الإسلام دين العزة، الذي لا يطلب من الناس أن يعيشوا في ذل وهوان وخنوع، لكن لا يستلزم رد الفعل أن يكون الإنسان عنيفاً ظالماً لغيره، فالحقوق تؤخذ بالطرق الصحيحة، ولا يمكن أخذها عن طريق ظلم الأبرياء، وربَّ لحظة غضب أعقبها ندم عظيم، وربّ عنف لفظي أدى إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح.

لقد مدح الإسلام خلقي الحلم والأناة، فصاحب الحلم يوفق في الغالب إلى أحسن الأمور، والعجلة أم الندم، والنبي عليه الصلاة والسلام حثّ أمته على الرفق والتؤدة والحلم، ولو طبقنا هذه الأخلاق في بيوتنا وحياتنا فإن نسبة الخلاف والاختلاف ستقل بشكل ملحوظ، ومن ساس نفسه لحظة الغضب فسينجو بحول الله من شر عظيم، ولنتذكر أن الله يحب كظم الغيظ، وقد حرم علينا الظلم، فحتى لو أخطأ أحدنا بكلمة فلا يحل لنا أن تجاوز حدود الله، ونردّ عليه الإساءة بكلمات وعنف جسدي، وليت الجهات المختصة تحارب وبصرامة بالغة ثقافة العنف، وتوجه الناس إلى ثقافة أخذ الحقوق بالطرق الرسمية.

ــ