الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصين.. الخطة الخمسية والمنفعة المتبادلة

أطلقت الصين قبل أيام خطتها الخمسية الـ14 (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف طويلة الأجل، والتي تستند على الابتكار والتحديث وتكثيف القوة الاستراتيجية في العلوم والتكنولوجيا، وتشجيع الابتكار المؤسسي للشركات، وتحسين تنافسية الصين في حقول العلوم والابتكارات العلمية.

الخطة الخمسية هذه المرة مختلفة فقد جاء الإعلان عنها ونحن لا نزال نعيش أزمة كورونا وما تبعها من تأثيرات على جميع المستويات والقطاعات، وكما لا يزال حملها ثقيلاً على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، ولكن هذا لم يمنع الصين من وضع خطتها الخمسية كما هو المعتاد مع الالتفات لجوانب ستكون مؤثرة في السنوات المقبلة، فقد اتضح للعالم أجمع أننا في أزمة حقيقية تهدد حياتنا وتهدد اقتصاداتنا ولا مجال للخروج من هذه الأزمة إلا بالابتكار وانتهاج نهج مغاير، لتخطي هذه المرحلة مع الحفاظ على مكتسباتنا السابقة من التنمية والتطور.

الصين في خطتها الخمسية المقبلة ستقود التحول العالمي للتنمية المستدامة، وستدفع بالتنمية الخضراء وتدعم التناغم بين الإنسان والطبيعة، فما شهده العالم من تأثيرات سلبية للتغير المناخي وما تبعه من كوارث هددت المنظومة البيئية، جعل الصين تقود عملية التحول للاقتصاد الأخضر وتدعم منتجاته وقطاعاته وابتكاراته، فالبشرية اليوم أمام مشكلة بيئية حقيقية، وعلينا أن نؤسس لمستقبل مستدام يدعم المشاريع الخضراء في كافة المجالات والقطاعات، وأن نلتزم بوعودنا كدول في تخفيض صبغتنا الكربونية، والصين تعي تماماً دورها المحوري في هذا المجال وتقوم بدورها تجاه البيئة وقضاياها، في حين أن كثيراً من الدول تخرج من هذه الاتفاقيات وتتخلى عن مسؤولياتها تجاه بيئة كوكبنا، وتأثيره على الإنسان الذي هو أصل الحكاية والرواية.

وعلى جانب آخر أكَّدت الصين في خطتها الخمسية الـ14 بأنها سترفع عالياً راية السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة، وهذا نهج الصين منذ سنوات تجاه القضايا والصراعات الدولية، ففي وقت بدأ العالم يتجه لسياسة التصعيد والتأجيج تأتي الصين لترفع راية السلام، وتؤكد ضرورة الالتزام بمبادئ المنفعة المتبادلة وتطبيق مبادرتها السابقة الداعية لنظام عالمي قائم على التشاركية ومجتمع ذي مصير مشترك، وهنا يجب الإشارة إلى أن الصين لا تزاحم العالم لتقوده كما يدعي البعض، إنما تؤكد مطالبتها بأن يكون المستقبل قائماً على المنفعة المتبادلة والتشاركية في وحدة المصير، وهذا هو نهج الصين الملتزمة به منذ سنوات وستلتزم به في مقبل السنوات.