الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بروسترويكا أمريكية

تستمر الضبابية التي تحيط برؤية الرئيس دونالد ترامب لما سيقرره، خاصة بعد تظاهرات لمؤيديه أمام البيت الأبيض التي لم تأت بما تشتهيه سفنه، ولم ترضِ غروره، حتى يتمسك بزعمه بأن انتصار الرئيس المنتخب جو بايدن مزور، لكنه ما يزال يجمع المزيد من الأموال، لدعم الطعون القضائية التي رفعها ضد الحزب الديمقراطي بحجة أنه سرق نتائج الانتخابات، وقد تم رفضها في معظم المحاكم حتى الآن.

على الرغم من أنه يواصل جمع المزيد من الأموال ويخطط لاستخدامها لتكملة حركته لدعم الحزب الجمهوري إذا وافق على ترك السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، حتى يظل زعيم الحزب، إلا أن هناك مؤشرات على وجود انشقاق في الحزب الجمهوري، حيث قال بعض القادة إن على الرئيس ترامب احترام الديمقراطية والاعتراف بفوز بايدن، كما أشار حاكم ولاية ويسكونسن.

وفي سياق متصل، يتزايد الضغط على الحزب الجمهوري مع انتخابات مجلس الشيوخ التي ستُجرى في ولاية جورجيا، ومن المتوقع أن يتغير المشهد السياسي في الولايات المتحدة، فإن فاز الحزب الديمقراطي بمقعدي الولاية، سيؤدي ذلك إلى خروج الجمهوريين من المشهد السياسي مع سيادة الديمقراطيين على البيت الأبيض والكونغرس ومجلس الشيوخ، ويبقى للجمهوريين فقط المحكمة العليا.


من الواضح أن هناك انقساماً في الشارع الأمريكي بشكل عام، لكن اللافت للنظر هو الفجوة التي تُلاحظ داخل الحزب الجمهوري بين الصامتين، ومؤيدي الرئيس ترامب، ومن يدعم تطبيق الديمقراطية بما اعتادته من آليات، إضافة إلى أن العديد من المستقلين والديمقراطيين ينتظرون قبول ترامب بالنتيجة والاستعداد لمغادرة البيت الأبيض.


ولكن ربما نحن أمام «بروسترويكا» أمريكية مع رفض ترامب الشديد تسليم الملفات والتقارير الاستخباراتية إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، ورفضه منح أموال التحضير وهي 9 ملايين و100 ألف دولار، التي ينص عليها القانون، ويجب تسليمها إلى الرئيس المنتخب لتشكيل حكومته الجديدة، فهناك قلق كبير في هذا بالتحديد وتحذيرات من خطورة هذا الموقف الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي، وقد يؤدي إلى معضلة تفكيك في بعض مفاصل الدولة.

ما تحتاج إليه الولايات المتحدة حقاً هو إعادة بناء أيديولوجيتها وقيمها الأساسية بالمعنى الأمريكي، وليس في مفهوم البروسترويكا، بعد 4 سنوات اختلطت فيها، وضاعت بين مزيج متشابك من التناقضات مع مجموعات وهمية وهشة، فهل سيتحقق ذلك مع الاشتباه في أن الرئيس ترامب قد يرفض تسليم السلطة حتى بعد قرار الهيئة الانتخابية في أوائل يناير إذا دعت الحاجة؟