الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الشرق الأوسط.. خلط الأوراق من جديد

الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة جو بايدن بدأت فعليا في نشر تصوراتها للعالم، في ظل رئيس جديد يختلف كليا عن الرئيس ترامب الذي لم يكن سياسيا مخضرما كما هو منافسه الرئيس بادين الذي يعتبر ضمنيا خبير في السياسة الأمريكية، وتقليدي مخضرم في الحزب الديمقراطي، فبايدن موجود في دائرة السياسة الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي، وحتى الآن مما يعطيه خبرة تلامس الخمسة عقود في تجاذبات السياسة الأمريكية وتحولاتها.

ولعل السؤال الأكثر أهمية مع هذه الإدارة الأمريكية الجديدة يدور حول قدرة هذه الإدارة على خلط الأوراق من جديد والعودة الى المربع رقم واحد قبل مجيء ترامب، فبايدن يعتقد بشكل عميق أن ترامب ساهم في زحزحة المكانة الأمريكية على المستويين الداخلي والخارجي، ويعتقد أن التقاليد الأمريكية فيما يخص سياساتها الخارجية قدم تم التلاعب فيها خلال فترة الرئيس ترامب، فلم تعد أمريكا كما يعتقد بايدن تعلب ذات الدور الأساسي في قضايا العالم، وهذا نابع بالتأكيد من خبرة بادين الذي تعلم في مدارس مهمة في الحياة الأمريكية، فقد عايش فترات عمل فيها رؤساء أمريكا وفق قواعد لعبة دولية ضمنت لأمريكا حضورا مهما ومؤثرا في المشهد الدولي.

يبدو بوضوح أننا أمام مرحلة جديدة قد تخلط أوراق منطقة الشرق الأوسط من جديد مهما حاولنا تبرير ذلك بتغير الزمن أو أن مرحلة أوباما لن تعود، صحيح لن تكون السياسة الأمريكية الجديدة نسخة عن مرحلة أوباما، ولكن الحقيقة أن قواعد اللعبة السياسية في فترة أوباما ستكون هي المرجعية الأساسية التي سوف يعتمدها بايدن لتحقيق إنجازاته، فهو يفكر بطريقة مختلفة كليا عنه، ولكن تنطبق عليه مقولة للفرنسيين: «كلما تغيرت الأمور.. كلما بقيت على حالها».


على الجانب الآخر، هناك تحديات كبرى تواجه بادين في تنفيذ أجندته فهو يدرك أيضا أن أوروبا تبدي تحديات كبرى خلّفتها مرحلة ترامب، فهي لن تقبل بسهولة أيضا عودة أمريكا بذات المعايير للعبة السياسية سواء في حوض البحر الأبيض المتوسط أو في منطقة الشرق الأوسط، وهناك روسيا والصين اللتان ححقتا إنجازات معتبرة في المنطقة ولو كانت ضئيلة مستثمرين فترة ترامب لتغيير بعض الأسس في السياسية الأمريكية، التي ركزت في عهد الرئيس ترامب على تحقيق الإنجازات السريعة فقط (quick win (، ليبقى السؤال الأهم حول مدى استعداد المنطقة للعودة إلى تغيير قواعد اللعبة فيها.