الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

أمريكا والعالم.. بين رئاستين

لا يخفى على حكيم مدى خطورة المراحل الانتقالية، بصرف النظر عن صدق توقع أو مزحة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بطمأنته العالم بأن أمريكا كعهدها ستضمن «انتقالاً سلساً» لولاية ثانية للرئيس دونالد ترامب، فإن الأيام المتبقية حتى منتصف ظهيرة الـ20 من يناير 2021 قد تكون حبلى بالمفاجآت محليّاً وعالميّاً.

حتى الآن الأمثلة متسارعة، داخلياً، من المرجح صدور عدد من قرارات العفو الرئاسي إثر عفو ترامب عن اختياره الأول لمنصب مستشار الأمن القومي، وهو جنرال الاستخبارات العسكرية المخضرم مايكل فلين، الإقالات أيضاً لن تقف عند وزير الدفاع مارك إسبر و11 من كبار مستشاري البنتاغون، من بينهم وزيرا الخارجية هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت، الأنفاس محبوسة لقرارات مماثلة قد تلحق رئيسي (إف بي آي) كريس واي، و(سي آي إيه) جينا هاسبيل بمدير الأمن السيبراني كرستوفر كريبس، الذي أقاله ترامب إثر نفيه علانية تزوير الانتخابات.

سأكتفي بما سبق محلياً، وأشير إلى ملف واحد خارجياً يتعلق بسلام الشرق الأوسط كإقليم.. انظر إلى استمرار مهام بومبيو فيما يخص البناء على ما حققته «اتفاقات إبراهيم» من جهة، فيما أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية وقبل اغتيال «أبو» السلاح النووي والصاروخي في الحرس الثوري الإيراني «محسن فخري زاده»، أرسلت قوة جوية - رادعة أو ضاربة - من بينها (إف 52) والتي تعرف بـ(القاذفة السجادة) كناية عن قدرتها على إلقاء قنابل ضخمة متتالية من علو شاهق تفرد أشبه ما يكون بـ«سجّادة» من القنابل المتفجرة على المنطقة المرصودة، والتي قيل إنها قد تكون الموقع النووي الإيراني «نطنز».


باختصار، وأعود إلى استخدام الإشارة إلى «الحكيم» تفادياً لاستخدام صفات سلبية كالحماقة والرعونة، تقتضي الحكمة أثناء مرور العاصفة الانحناء حتى تمر، وللذين يتحسسون من كلمة «انحناء» أقترح كلمة «السكون» أو عدم الإتيان بأي تحرك قد يسيء فهم «الانتقال السلس للسلطة»، السلاسة لا تعني الفراغ أو العجز، فثمة «بروتوكولات» ملزمة لفرق الاستلام والتسليم عندما تتعلق الأمور بالخطوط الحمراء.


وليس خفيّاً على خبراء العمل الدبلوماسي، أنه في حال انتقال سلمي أو عنيف للسلطة، يعقد المعنيون اجتماعاً لتدارس الموقف الذي عادة ما يكون الانحياز إلى من يدعمه الشعب وممثلوه أو القائمون على حسم نتيجة الانتخابات في حال طعن مرشح بها.. صحيح أن معظم دول العالم قامت بتهنئة جو بايدن، لكن الأمر لا يزال بعيداً عن الحسم، حينها لكل حادث حديث!