الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في «ليبيا».. مقاومة سلاحها الأدب

ليبيا ليست بخير، ويبدو أن الحوارات التي ترعاها البعثة الأممية، وعُلقت عليها الكثير من الآمال والتمنيات بدأت في الذهاب إلى طريق مسدود.. وهذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها باليأس، ذلك أنه حتى عندما كانت الصواريخ والقذائف تمر فوق رأسي كنت متفائلة.

تلقيت دعوة لحضور فعالية (وصال) ما بين 12 و14 ديسمبر الجاري، التي نظمتها منظمة الفيلم الليبي بمناسبة افتتاح نادي السينما بالمنظمة، تضمنت العروض (12) فيلماً لمجموعة من صناع المحتوى الليبيين من 5 مدن، هي: طرابلس، وطبرق، والبيضاء، وبنغازي، ومزدة.

حضر شباب إلى مدينة بنغازي من الشرق والغرب والجنوب، جمعهم حب السينما، ولم تفرقهم حروب المتصارعين على السلطة أو الديناصورات، كما أطلقت عليهم الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز.


وفي نهاية الشهر الماضي أعلن موقع الطيوب الثقافي أسماء الفائزين بجائزة أحمد إبراهيم الفقيه للرواية في نسختها الأولى.. هذه الجائزة التي اعتبرها كثيرون حدثاً مهماً، وكان من المفترض أن يكون للأدب الليبي كثير من الجوائز في القصة والشعر والنقد منذ فترة طويلة، خاصة أن الساحة الثقافية تشهد الكثير من الأسماء التي صنعت حضورها العربي والعالمي.


وكما يقول الناقد الليبي عبدالحكيم المالكي: إن الإبداع والثقافة أداة أهملت، وهي مهمة ومركزية لإعادة السلام والأمن إلى وطننا الحبيب ليبيا التي تعاني من تشظينا واختلافنا».

الجائزة تأسيس تفتقده الساحة الثقافية في ليبيا، وتحمل الوفاء في منشئها ومضمونها لقامة من قامات الأدب الليبي، وهي اختصرت المسافات، فكان الفوز بها من نصيب مدينة غريان، والمرج، وبنغازي، ولجان تحكيمها من مصراتة، وسبها، وطرابلس.

واحتفت مؤسسة «متون» الثقافية يوم الثلاثاء الماضي (الموافق 15 ديسمبر الجاري)، بالشاعر الراحل عبدالمولى البغدادي كعنوان وفاء للشعر الليبي، وفي الخميس الماضي كانت هناك حفلات توقيع لكتب شعرية وروائية برعاية منظمة «براح» للثقافة والفنون، وتستعد الهيئة العامة للثقافة في مدينة طرابلس لتنظيم فعاليات معرض الكتاب الوطني، كما لا يمكنني أن أنسى الفعاليات التشكيلية المستمرة لمنظمة «أركنو»، وكأن اللوحة سلاح مقاومتنا الوحيد.

صحيح أن هذه النشاطات هي المعين على استمرار الحياة في بلد يعيش الحزن والفقد، لكن رغم كل الخسارات نجد في الجانب المقابل لنا من يدعم ويعمل ويؤمن بأن الفنون والآداب لا توقفها حوارات سيئة وحروب طويلة.