الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصين.. والإدارة الأمريكية الجديدة

خلال السنوات الماضية شهدت العلاقات الصينية - الأمريكية، توترات كثيرة، وصلت إلى حد حرب التصريحات والاتهامات من قبل السياسيين الأمريكيين للصين في مختلف الملفات والقضايا والاتجاهات، ووصلت العلاقة لقمة توترها حينما شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حربه التجارية على الصين، وإدراج شركات التكنولوجيا الصينية على القوائم السوداء، هكذا وصولاً لتشبيه هذه التوترات والخلافات بالحرب الباردة، هذا بخلاف التدخلات السافرة من قبل الولايات المتحدة بالشأن الداخلي للصين.

إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد، سترث علاقة أمريكية ـ صينية يشوبها التوتر والنزاع بعد أربع سنوات تحت إدارة ترامب، أطلق خلالها العديد من التصريحات والقرارات المعادية للصين، والعالم أجمع ينتظر ما ستؤول إليه العلاقة بين البلدين بعد أن تسلمت الإدارة الجديدة مهامها في واشنطن، كما أن بكين تنتظر ردود فعل إيجابية من الإدارة الجديدة.

في المقام الأول ينبغي على إدارة بايدن التوقف عن اعتبار الصين «العدو الأيديولوجي» الحتمي لأمريكا، وينبغي عليها ممارسة العقلانية والحس السليم إزاء الخلافات بين الجانبين، والتوصُّل لحلول عقلانيَّة تجاه مختلف القضايا المختلف عليها، والامتثال للقوانين الدولية، واحترام مبادئ السيادة الدولية للصين.


وثانياً، ينبغي على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تتخلى عن عقلية «ربحك خسارتي»، وأن تتبنَّى نظرة عقلانية للمنافسة بين البلدين باعتبارهما أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، والامتثال لمبدأ التشاركية والمصير المشترك، الذي دائماً ما أرادته الصين لشكل علاقتها بواشنطن وجميع دول العالم أخيراً وليس آخراً، ينبغي على الإدارة الجديدة أن تلزم الولايات المتحدة بالمعايير الدولية المعترف بها عالمياً، المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام المصالح الأساسية للصين وشواغلها الرئيسية.


وعلى مدى عقود طويلة، وحتى خلال السنوات الأربع الماضية، اتبعت الصين سياسة متسقة تجاه الولايات المتحدة، تستند إلى مبادئ عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، والأمر متروك الآن للإدارة الجديدة في واشنطن لاتخاذ قرار عقلاني والقيام بالشيء الصحيح.

الصين ـ كما هي العادة - ملتزمة بمسارها التنموي وحقها في المنافسة التجارية العالمية، وأيضاً مستمرة في سياساتها التشاركية والتعاون المثمر مع جميع دول العالم، بالإضافة لاستمرارها في دعم القضايا الدولية المصيرية، وعلى إدارة بايدن أن تفهم دور الصين العالمي المتنامي، بالإضافة لوجوب الالتفات لقضايا الشأن الداخلي الأمريكي بدلاً من التدخل بالشؤون الصينية الداخلية، وهذا ما تأمله الصين في مقبل السنوات من واشنطن، فهل ستلتزم وتتفهّم إدارة بايدن الموقف بالشكل الصحيح؟ هذا ما ستثبته الأيام المقبلة.