الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بايدن.. عودة الثقة والشفافية

العامل الأخلاقي خاصية نموذجية للقادة الذين يدركون المطالب الأخلاقية الملقاة عليهم عندما لا تكون هناك حوافز أو قيود خارجية تفرض على سلوكهم أو تقيده، لذا فهم يتصرفون بأخلاق نبيلة وحسنة النية وباحترام.

في هذا السياق، هناك مفاتيح مهمة للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال فترة ولايته، وبحكمته سيستخدمها، بما في ذلك العودة القوية لقيادة حلف الناتو، فحتى الصورة التي كادت تُطمس خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب تبلورت من جديد، خاصة فيما يتعلق بالاستراتيجية والذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية كإحدى الفوائد غير المعروفة للتغييرات المفصلية في معادلة الأمن الدولي.

عودة الولايات المتحدة تعيد المسائل المتعلقة بإرساء قواعد الشفافية والحقيقة والثقة، والعمل جنباً إلى جنب مع شركائها في حلف (الناتو)، وتؤكد إلتزامها بدعم وتعزيز الأهداف التي تنصُّ عليها خطة عمل تلك الشراكة، بشأن بناء مؤسسات الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان في مجالات بناء النزاهة والشفافية وتوسيع نطاق التعاون الدولي، لتبرهن على الخلاصة الوافية القيِّمة من وعودها.


وهكذا، قد تتنفس المكسيك واقتصادها الصعداء، بعد توقف دام أربع سنوات لفقدان الدعم الذي كانت الولايات المتحدة تقدمه لمدة 25 عاماً قبل وصول ترامب، ويقول الناطق باسم المكسيكيين: إن هذه الثقة سوف تعود وسنمارس الحقيقة التي تطمح إليها كل دول العالم من الولايات المتحدة بقوة الليبرالية والعقل الحكيم.


ومن جهة أخرى، ربما يكون إعراب الصين بعبارات واضحة من أن هناك فرصة كبيرة لبايدن لتحقيق علاقات صداقة جديدة وحوارات بناءة تبحث عن مختلف وسائل التعاون، تعبيراً عن تفاؤلها بشأن الإدارة الأمريكية الجديدة، لذلك تعتقد بكين بعيداً عن قوميتها أن التبادل الفني للمعلومات مع الولايات المتحدة لن يقلل من استقلاليتها، بل هو مفيد على المستوى الاستراتيجي، مع بقاء جنوب شرق آسيا والقومية الصينية موضع سجال.

أما بالنسبة للشرق الأوسط، فعندما يضع بايدن سياساته المتكاملة، فإنه سيعود بالتأكيد إلى الدول المعنية لمناقشة القضايا الخلافية ومحاولة الوصول إلى نقاط اتفاق تحقق مصالح الجميع، وربما ينتهج سياسة جديدة مع إيران، وقد يسعى إلى رأب الصدع الخليجي نهائياً بحكمته، وإعداد جبهة خليجية موحدة في مواجهة المخاطر.

لا شك أن عودة الولايات المتحدة إلى المحافل الدولية كنموذج للديمقراطية والحرية ستهتم بالشؤون الأفريقية، وربما بايدن بنبل أخلاقه سيعتذر عن عبارة «أوكار قذرة» التي وصف بها ترامب الدول الأفريقية، وسيكون هذا جزء من استراتيجيته لاحتواء القارة واستعادة الثقة بها.