الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الأخ الأكبر» السوشيال ميديا

يبدو أن رقعة المخاوف من هيمنة ونفوذ شركات الإنترنت تتسع باستمرار، وهي المخاوف التي عززها الدور الذي لعبته تلك الشركات في هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي غادر البيت الأبيض وفي نفسه كثير من الحنق تجاه تلك الشركات، التي استطاعت عزل رئيس أكبر دولة في العالم عن متابعيه الـ75 مليوناً في حسابه المحذوف على «تويتر»، في الوقت الذي كان يسعى لإلغاء القسم 230 من القانون، الذي يعفي شبكات التواصل الاجتماعي من المسؤولية تجاه ما ينشر من محتوى من قبل مستخدميها.

ومنذ رحيل ترامب عن السلطة وعن منصات التواصل الاجتماعي على حد سواء، أخذ بعض أنصاره يستدعون صورة «الأخ الأكبر» التي ابتكرها الروائي الإنجليزي جورج أورويل في روايته الأشهر «1984» التي تنبأ فيها عن شكل جديد من أشكال تقييد الحريات تحت رداء الأخلاق وحماية المجتمع، الأمر الذي اعتبره ناشطون على مواقع «السوشل ميديا» أن شركات الإنترنت العملاقة باتت تنتهجه اليوم.

ولا تتوقف حدود المخاوف التي يعبر عنها الأفراد والدول على حد سواء، من سطوة شركات الإنترنت عند حد، حيث باتت تلك الشركات هي من تمنح المسؤولين وقادة العالم مصداقية وجودهم في العالم الافتراضي، الذي يجتاح عوالمنا الحقيقية، بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى قلق بعض الدول من مشاركة تلك الشركات للحكومات في سيادتها المتعلقة بسن القوانين التي تنظم حركة المجتمع ووسائل الإعلام.


ويبدو أن دولاً في الكوكب ستلتحق بركب «الصين» في تنظيم وتقييد نشاط شركات الإنترنت، التي تنشط في مختلف دول العالم، ولكنها لا تخضع سوى للقانون الأمريكي فحسب، فبينما يوشك التوتر الحاصل بين أستراليا وعملاق الإنترنت «غوغل» أن يصل إلى درجة القطيعة، بعد رفض الأخيرة الامتثال لمشروع قانون أسترالي جديد لتنظيم تداول الأخبار، وتشير التطورات إلى احتمال تفاقم التوتر بين المحرك والاتحاد الأوروبي بعد استئناف الشركة العام الماضي لقرار فرض غرامة عليها تقدر بـ(2.6 مليار دولار)، في الوقت الذي نقلت شركة فيسبوك تجربتها في دعم وسائل الإعلام من أمريكا إلى بريطانيا، والتي يصفها البعض بأنها مشروع استحواذ غير مباشر على مؤسسات الإعلام الكبرى في العالم، ووضعها في سلة «مارك زوكربيرغ»، التي لا تقل رغبته في نقل العالم إلى «فيسبوك» عن رغبة إيلون ماسك في نقل سكان الأرض إلى الفضاء!