الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

العالم العربي.. والزيادة السكانية

تضاعف عدد سكّان العالم العربي خلال الثلاثين عاماً الماضية إلى الضعف تقريباً، على الرغم من الكوارث والصراعات والحروب، وتدنَّي مستوى المعيشة في العديد من مناطقه.

والمشكلة الكبرى أن هذه الزيادة لا تقابلها تنمية اقتصادية حقيقية قادرة على استيعابها، عبر توفير فرص العمل ‏وتعليم عالي المستوى تكون مخرجاته مؤهلة لبناء اقتصاد منتج ومتين ويتمتع بالديمومة، بل إن ما يحدث هو العكس تقريباً.

الزيادة السكانية في الدول العربية تستهلك كثيراً من موارد الدولة، وتؤثر على مستوى حياة الفرد وتكوينه وإعداده النوعي للمساهمة في التنمية المجتمعية ورفاهية المجتمع.


كما أنها السبب في تزايد البطالة والتأثير ‏على مشاريع التنمية ومستوى الخدمات الصحية، ونوعية التعليم، وانعدام الأمن أحياناً وتفشِّي المشكلات الاجتماعية، وما يرتبط بها من مظاهر سلبية كالجريمة والإدمان والعنف واتباع وسائل غير مشروعة لتأمين لقمة العيش، وإيجاد بيئة تستغلها قوى التطرّف والعنف لاستقطاب عناصر جديدة لتنظيماتها.


من ناحية أخرى، هناك إشكالية كبرى ستواجه الدول العربية في المستقبل القريب، تستدعي منها التدخل الجاد للحد من الزيادة السكانية، وهي دخول التكنولوجيا مجالات العمل ‏وتقليص دور الإنسان فيه، ما يعني زيادة البطالة.

والمعروف أن الآلة أخذت تدريجياً تحل محل الموظف أو العامل، ما سيقلص فرص العمل بشكل كبير ويسهم في زيادة البطالة ومشكلاتها.

إن الحد من هذه المشكلة يتطلب معالجة الأسباب الاجتماعية والثقافية التي تدفع لزيادة النسل، وتوعيَّة الناس بالمشكلات التي ستنتج عنها سواء على مستوى العائلة أو المجتمع ككل.