السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الإرهاب.. والسيادة الوطنية

شنَّت طائرتان أمريكيتان مساء الخميس، غارة على عدة مواقع شرق سوريا، المواقع - طبقاً لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي - تستخدمها ميليشيات إرهابية، هي نفس الميليشيات التي شنت هجمات صاروخية على القوات الأمريكية في العراق، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر عن استيائه لأن الولايات المتحدة لم تبلغ روسيا بخبر الغارة، إلا قبل وقوعها بدقائق.

المؤكد أن الولايات المتحدة، لم تبلغ الدولة السورية بالعملية، فلا استئذان ولا تنسيق، سواء قبل العملية أو بعدها.

قبل الولايات المتحدة شنت إسرائيل عشرات الغارات والضربات داخل الحدود السورية على مواقع للإرهابيين، وهكذا نحن أمام كارثة يجرها الإرهابيون على أي بلدٍ يوجدون به، وهي أنهم يكونون سبباً لانتهاك سيادة الدولة والاعتداء عليها.


باختصار هم لا يهددون المجتمع بالترويع والتخلف فقط، ولا يهددون الدولة فقط، إنما يهددون سيادة الوطن ويجعلونه عرضة للغزو أو للاعتداءات الأجنبية لعقود طويلة، لم تكن هناك علاقات ودودة بين سوريا والإدارات الأمريكية المتعاقبة، لكن لم يحدث أن فكرت أي إدارة في القيام بأي عمل عسكري على الأراضي السورية، لكن حدث ذلك مع تواجد الميليشيات الإرهابية على الأراضي السورية، بل إن سوريا وإسرائيل لا سلام بينهما، وهما رَسْمِياً في حالة حرب، لكن منذ وقف إطلاق النار عقب حرب 1973، لم تقم إسرائيل بعمليات على هذا النحو داخل سوريا، لكن وجود الإرهاب والإرهابيين، قدم المبرر، أمام المجتمع الدولي لشن الغارات المتتالية علي الأراضي السورية.


لا يقتصر الأمر على سوريا فقط، لكن في أي بلدٍ تمركزت به تنظيمات وميليشيات إرهابية حدث التدخل الأجنبي العسكري المباشر (أفغانستان نموذجاً) أحياناً إذا عجزت الدولة عن التصدي للميليشيات فإنها، قد تبادر إلى الاستعانة بقوات أجنبية لمساعدتها، جمهورية مالي، حالة واضحة، حيث جرت الاستعانة بالقوات الفرنسية لمواجهة الإرهاب والإرهابيين.

وحين قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب قواته نهائياً من أفغانستان، شعرت الحكومة الأفغانية بالقلق وطالبت بتأجيل تنفيذ هذا القرار، خشية أن تطيح طالبان بكل شيء، وقد أبدى الرئيس جو بايدن تفهمه لتلك المخاوف منذ أن كان مرشحاً للرئاسة.

لكن الأهم، هو أن الإرهابيين، يمثلون تهديداً لسيادة الوطن وسلامة حدوده وأراضيه، لذا فإن مقاومتهم واجب وطني في المقام الأول، فهم لا يهددون سلطة الحكم ولا النظام السياسي فحسب، إنما يهددون الوطن ذاته.