السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

المرأة.. والمستقبل

يحتفل العالم في الثامن من مارس بيوم المرأة العالمي، مستذكِراً كل الإنجازات التي حققتها المرأة، ومرحّباً بالمزيد من الجهود التي تضمن أمانها ووجودها في المجتمعات، ومن بين كل الأشواط التي قطعتها المرأة يظل الشوط الذهبي في دولة الإمارات مرسوماً بسرعة الضوء، إذ يتطلّع الإماراتيون للاحتفاء بأول رائدة فضاء إماراتية، في سعي دائم للحُلم والأمل، والإصرار على التفكير ليس خارج الصندوق هذه المرة، بل خارج كوكب الأرض.

ولا يتحقق ازدهار الغد إلا بأدوات الغد، من خلال البحث والاستكشاف، والتعامل مع المرأة بوصفها كائناً لا يقل في قدرته عن الرجل، ولا يثير اختلاف تكوينها رغبات التجاهل والإحجام، بل في تجربة قدراتها التي ستكون خير برهان.

قد يكون الأمان الأمثل لمستقبلنا، هو ضمان أمان الحُلم والتعبير والتفكير، واتساع رقعة الدعم النفسي والمجتمعي ليصل إلى كل فتاة أو سيدة اتّخذت من الصمت دثاراً ولا نعلم عنها شيئاً، وقد لا تملك القدرة على التساؤل والطريق إلى المعرفة.


لذا فإن فتح تخصصات خاصة بالنسوية والجندرية في الجامعات، وتفعيل منصّات دعم تحت إشراف جهات رسمية، تخاطب الفئات الأقل حظاً في الوصول والتعبير، وغيرها من الوسائل، مناسبة للتمكين والتطوير، ليس في وقت الأزمات فحسب بل في كافة الأوقات، بما يتناسب مع حاجات النساء وطموحات الوطن.


المستقبل الذي يرحّب بالتنوع يبشّر بالكثير الواعِد. وعليه، فإن ضمان توفير البيئات الصحية المستقرّة للعقول كي تتعلّم، وتُبدع، وتنتج، قد يدعو إلى إجراء دراسات دقيقة توضّح المعالِم والاحتياجات والتوقّعات، ما يدعم رسم الاستراتيجيات في القطاعات الأخرى، كالثقافة، والإعلام، وتنمية المجتمع. وهذه الدراسات وإن كانت خاصة بالمرأة، إلا أنها ستضمن النمو الإيجابي المطلوب.