الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

الصِّين.. و«الدوران المزدوج»

بعد الانفتاح الذي شهدته الصين خلال السنوات الماضية، تأتي خطتها الجديدة للتنمية المستقبلية، والتي باتت تُعرف بـ«الدوران المزدوج»، وهو نموذج إنمائي يسلط الضوء على أهمية زيادة الاستكشاف الكامنة في الطلب المحلي، واعتبار الطلب المحلي أحد الركائز الأساسية للاقتصاد.

ويعتمد نمط «الدوران المزدوج» على جزأين أساسيين، أولهما: الأنشطة الاقتصادية المحلية من معاملات تجارية محلية واستهلاك محلي، وثانيهما: الروابط الاقتصادية للصين مع العالم الخارجي.

ويُظهر اقتراح هذا النمط أن الصين تأمل في تقليل اعتمادها على التجارة الدولية، وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، وهذا لا يعني أبداً أنها ستعكف عن مسيرتها في تعزيز التبادل التجاري العالمي، فهي لا تزال ملتزمة بسياسة الإصلاح والانفتاح مع العالم الخارجي، ومواصلة تعزيز تسهيل التجارة والاستثمار، وتحسين بيئة الأعمال، وتحقيق المنفعة المتبادلة، والفوز المشترك مع الدول الأخرى في العالم.


وخلال الدورتين السنويتين هذا العام، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشانغ: إن الصين ستواصل تعزيز الابتكار العلمي، وسيشهد العالم تحسينها لقدراتها الابتكارية من خلال الترقية الصناعية، وتحديث سلسلة القيمة الصناعية، والتركيز على القطاعات الرائدة مثل: الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، وعلوم الصحة المتقدمة، وعلم الأعصاب، وعلم الوراثة، والتكنولوجيا السحابية، واستكشاف أعماق البحار، واستكشاف الفضاء وغيرها من القطاعات المتجددة الأخرى، وهذا التحول سيكسب الصين نقطة إضافية لتحقيق هدفها بالوصول لمعدلات تنمية اقتصادية بنسبة تتجاوز 6%.


لقد وضعت الصين خطتها، وبنت استراتيجيتها الخاصة بواقعية واضعة في الحسبان جميع التحديات والعقبات المتوقعة، اعتماداً على قدراتها الخاصة، ومميزاتها الإيجابية للاقتصاد الداخلي، الذي سيعوض تراجع الاقتصاد الخارجي، وهذا الميزان سيكون له تأثير إيجابي، وسيسهم في تحسين العديد من الاقتصاديات العالمية.