الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حكومات ذاتيَّة القيادة

تسعى جميع الشركات والمؤسسات في العالم لجعل كل شيء من حولنا ذاتيّ القيادة، بدءاً من السيارات ذاتية القيادة وصولاً لسفن وطائرات وأجهزة وأنظمة قادرة على أن تقود نفسها بنفسها، ولا تحتاج لتدخل البشر، ومع كل هذه التطورات نتساءل: هل سنجد في المستقبل حكومات ذاتية القيادة، وتلحق هي الآخرى بالركب العالمي لتطور من منظماتها التشغيلية لتصبح ذاتية القيادة؟

سؤال صعب لن يجيب عنه إلا من يخطط لبناء مدن المستقبل، والتي تعتمد بشكل كبير على خدمات حكومية تدار عن بعد، أما الخطوة التي تليها فهي أن تطور التكنولوجيا لتصبح قادرة على تحليل جميع المعطيات أمامها، وتصبح قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

العالم يتسابق من أجل تسريع وتيرة الأعمال والإنتاج، وحتى تسريع منظومة الحياة وجعلها ذاتية القيادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولك عزيزي القارئ أن تبحث في توجهات العالم نحو منظومات الذكاء الاصطناعي وآلية تطويرها، لتصبح قادرة على قيادة نفسها بنفسها، وستدخل هذه المنظومات جميع مناحي الحياة بالإضافة لدخولها في عمليات تشغيل البنية التحتية للمدن.


وستصبح قادرة على إدارة جميع المرافق الخدماتية مثل شبكات الطرق والمواصلات، إدارة أنظمة الصحة والمستشفيات، إدارة وتشغيل المطارات والموانئ والمعابر والممرات، وأيضاً إدارة أنظمة البورصة والمقاصلات المالية والبنوك، وكل هذه الأعمال هي جزء من أعمال الحكومات، وهي الآن من تقوم بإدارة وتشغيل كل هذه الأنظمة وأكثر، ودخول أنظمة التكنولوجيا لمثل هذا الحد سيعمّق من تساؤلنا عن شكل حكومات المستقبل.


التوجه المستقبلي يقول: إن حكومات المستقبل ستدار من قبل الذكاء الاصطناعي، وسيكون لهذه الأنظمة الدور الكبير في تحديد المسارات والقرارات الحكومية وتوجهاتها المستقبلية، ولا أستبعد أن تحمل إحدى التشكيلات الحكومية الجديدة لدولة مثل دولة الإمارات ـ التي دائماً ما تسابق التطور وتنشده ـ لا أستبعد أن أرى وزيراً روبوتاً يدير إحدى الملفات الوزارية في مقبل السنوات، كما لا أستبعد أن تعتمد حكومات المستقبل على روبوتات أو أنظمة إلكترونية لإدارة جميع مناحي البلاد، وهذا سيسرع كثيراً الخدمات الحكومية ويبعدها عن المركزية، بالإضافة لتحسينه قدرات الحكومات على استشراف المستقبل والتخطيط له، وسيسرع الوصول إلى المدن الذكية المستقبلية.

حكومات المستقبل ستكون ذاتية القيادة، وستشرف الروبوتات على كثير من المنظومات الحكومية والعمل الحكومي والوزاري، وستستفيد الحكومات من التكنولوجيا بشكل كبير في تحسين جميع مناحي الحياة، وتحسين بيئة الأعمال لما تتمتَّع به حكومات المستقبل من السرعة في الفعل ورد الفعل.