الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تطلَّقَت.. فاحتفلت

انتشر فيديو مؤخراً بين مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، عن سيدة تحتفل بطلاقها أمام باب بيت زوجها، تضاربت الآراء هل هي بالفعل سعيدة بطلاقها من زوجها، ولهذا أطلقت الزينة وهي تزغرد، أم أنها امرأة تتلوى من الحزن والأسى، وهذا ما استطاعت أن تصل إليه، أن تعبر عن جرحها القاسي بافتعال الفرحة والبهجة؟!

أعدت مشاهدة الفيديو لأكثر من مرة، وقرأت التعليقات التي دونها الجمهور، وقلت إن الانفجار الذي أحدثه الطلاق في قلب المرأة، ربما لم تستطع إعلانه إلا بهذه الطريقة، فالمجتمع العربي تظهر كل عقده وأفكاره وتبرز إلى السطح حينما يتعلق الأمر بالمرأة، لهذا لم يترك المجتمع لهذه المرأة الطريقة السوية التي يمكن أن تعبر فيها عن سعادتها بطلاقها، كان لا بد أن تكون مختلفة، أن يبدو شعورها كالطوفان، أن تكون هي الحارس الشخصي للحياة الجديدة التي سوف تنتقل إليها، فاللوم المحبط والمتكرر، القادر على أن يضيف البهارات والتوابل عن قصة الطلاق، يجعل من تصرفات البعض مضطربة إلى حد ما.

لكن لنترك الحرية للآخرين في التعبير عن منتصف مشاعرهم، عن الإزهاق الروحي الذي يمكن أن تواجهه المرأة في واقعها الجديد.


لقد عايشت العديد من النساء اللواتي حصلن على الطلاق، البعض كان بإصرار منهن والبعض الآخر فوجئن به وانصدمن لحدوثه، وربما أكثر ما كن يحملن همه، هو في كيفية شرح الحقيقة للمجتمع الذي يعشن به، هوسهن بإيضاح معنى أن الصورة تبدو ناقصة، وكيف سيتفهم الآخرون أن هذا الخط المتسق قد خرج عن السطر ليس بسببهن، وإنما لأسباب أخرى.


وفي النهاية، تبقى كيفية علاج المرأة وتشكيل نهاية حياتها الزوجية، أمرين يخصانها وحدها فقط.