الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مخاوف الغرب من تركيا

بين تأكيدات أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن تركيا لها أهمية في حماية أوروبا، ودعوات يونانية وقبرصية رومية بفرض عقوبات أكبر على تركيا تظهر مخاوف بعض الدول الأوروبية والأمريكية من تركيا، وبالأخص في المناطق التي تتواجد فيها تواجداً عسكرياً مثل سوريا وليبيا والعراق، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب قبل أيام بإخراج القوات التركية من ليبيا أسوة بإخراج كل القوات الأجنبية منها، بعد توقيع اتفاقيات سلام وبناء دولة ليبيا الموحدة.

لا تخفي دول الاتحاد الأوروبي قلقها من تركيا بسبب إصرار أنقرة على امتلاك منظومة صواريخ إس-400 الروسية، وإضافة لانتقادات الناتو، فرضت واشنطن عقوبات على تركيا لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، وذلك في إطار قانون «مكافحة أعداء أمريكا»، واستهدفت العقوبات الأمريكية رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة ورئيسها، وتضمنت العقوبات حظر جميع تصاريح التصدير إلى الصناعات الدفاعية التركية، وتقول الولايات المتحدة إن صواريخ إس-400 تشكل تهديداً لطائراتها المقاتلة F-35 وأنظمة الدفاع لحلف شمال الأطلسي، وعلقت على إثر ذلك حصول تركيا على المقاتلات الأمريكية، لكن تركيا ترفض ذلك وتقول إن الصواريخ الروسية لن يتم دمجها في الناتو.

وأما البرلمان الأوروبي فقد وافق على تبني مشروع قانون يحمل عنوان «10 سنوات على الصراع السوري»، يطالب تركيا بسحب قواتها من سوريا، وقد رفضت الحكومة التركية اتهامات البرلمان الأوروبي بحقها في سوريا، واصفة إياها بالبعيدة عن الواقع وغير المسؤولة.


وفي حين اعتبر قرار البرلمان الأوروبي التواجد التركي في سوريا احتلالاً، وأنه ارتكب انتهاكات في سوريا ودعاها لسحب قواتها من شمال سوريا، فإن بيان وزارة الخارجية التركية رفض ادعاءات البرلمان الأوروبي، وذكَّر بأن تركيا تحتضن ملايين السوريين على أراضيها، وتتحمَّل مسؤوليات كبيرة بمفردها بسبب الأزمة في هذا البلد، وتابع البيان: «ندعو البرلمان الأوروبي لإدراك مدى أهمية الإسهامات التركية في سوريا من حيث حماية حدود الناتو وأوروبا، والسعي لإسهام في التوصل إلى تسوية سياسية للمشكلة»، وكل ذلك يؤكد أن المخاوف أو عدم الثقة بين تركيا والغرب متبادلة.