الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أنسنة الإنسانية. .ونبذ الأنانية

من خلال الخوض في الأبعاد البشرية من خلال العلوم الخفية، يوقفنا سؤال: ما هو الفرق بين الوقت الحقيقي والزمن التخيلي؟ وكيف استخدمه البشر؟

يمكن القول: إن الوقت الحقيقي يمتد من الماضي إلى المستقبل في خط مستقيم ولا يمكنه عكس اتجاهه، أما الزمن الخيالي فهو سلوكيات الأبعاد المكانية للإنسان بمعنى التحرك في الاتجاهات الإيجابية والسلبية مع خاصية الحركة هذه.

وبالتأمل في الإنسانية ـ معاملة وسلوكاً ـ نجد أنها ممارسة الوعي في التعامل الإنساني بين الإنسانيين، وفي معاملتهم لجميع احتمالات البشر على أساس التماثل الجوهري بين البشرية جمعاء، وباعتبار أن كل إنسان هو الأنا الآخر لكل إنسان آخر، فهو يسعد بمعاملته بالحب والمساواة واحترام الكرامة والحقوق على سائر الكواكب.


لا شك بأن هذه الممارسة الإنسانية في السلوك، لا يمكن تحقيقها إلا بوعي مبني على مقومات الشخصية التي تشكل بنية العقل الإنساني وآلياته الفكرية التي تنعكس في السلوك والتصرفات في المعاملة مع جميع احتمالات التعامل الإنساني في العلاقات بين الناس لتحقيق التوافق الفكري النفسي وتحقيق الوحدة الإنسانية الروحية بينهم.


ولتحقيق الحياة الآمنة والسلام العام في بيئة عالمية صالحة للحياة الكريمة والسعيدة لكل إنسان، يتبادل فيها الناس التعامل الإنساني القائم على علاقات مبنية على رؤية فلسفة التعايش والتضامن من أجل العمل المشترك بمعايير الحق، وفي سبيل الخير في البعد الذي نعيش فيه العولمة بكل تفاصيل معطياتها.

وهذا يستدعي وحدة الإنسانيين على قواسم مشتركة يتّفق عليها أطراف العلاقة بعقل حر وقناعة حرة وإرادة حرة، ومن خلالها ينتشر الوعي الإنساني في كل مجتمع يقيم فيه كل فرد.. هنا نتلمس مفهوم البعد الخامس الذي يسمى الزمن التخيلي من الماضي إلى الحاضر نحو المستقبل بروح شفافة مطلقة جاذبة للإنسانية.

وبتوقعات مبنيّة على المنطق العلمي لمستقبل الإنسان على هذه الكرة الأرضية، يجعل كل منها مادة قيمة، تعود بالنفع للأطفال قبل الكبار، بواقعية في اللامعقول للإدراك العادي الذي يجعل المعارف تبدو محجوبة وسرية، لاستخلاص فوائد علميّة على أسس واقعيّة لها علاقة بالمكان، ومع ظواهر مدهشة في حياتنا يفسِّرها العلم.

ومن خلال كل ذلك والمعاملة الإنسانية والتوجيه لإعداد الشخصية الإنسانية بتحرير الطفل من أنانيته وتحويله إلى شخص إنساني قادر على بناء العلاقات السوية ومؤهل للتعبير عن الجوهر الإنساني في تفكيره وتعبيره وأفعاله وتصرّفاته في علاقاته مع جميع المواقف البشرية، سيتحقق مبدأ الإنسانية.