السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إشكاليَّة الأمن في أفغانستان

في الذكرى الـ 20 لاحتلال أمريكا لأفغانستان، أعلن الرئيس الأمريكي بايدن سحب قوات بلاده، بالرغم من وجود آراء عسكرية معارضة، بحجة أن أمريكا باتفاقها مع حكومة طالبان لا تضمن التزام الأخيرة بتنفيذ الاتفاق كاملاً، ولا تضمن استقرار حكومة كابول بل تخشى على انهيارها، أو التورط بحرب أهلية بين حكومتي طالبان وكابول، والاحتمال الأكبر هو تمكن حركة طالبان من الهيمنة على كامل أفغانستان وإقامتها لحكومة دينية وتطبيق رؤيتها على الحريات الشخصية والاجتماعية والسياسية، وهو الأمر الذي تفاوضت عليه الأطراف دون التوصل إلى اتفاق.

حكومة كابول لا تزال تطالب الإدارة الأمريكية بعد سحب قواتها من أفغانستان ضمان نتائج الانسحاب، وأن ذلك ينبغي أن يكون بعد مناقشة كل القضايا الشائكة، بما فيها شكل نظام الدولة الدستورية وحرية الأحزاب وتعددها وانتقال السلطة بالطرق السلمية عن طريق الاقتراع العام.

المسؤول في الحركة ملا عبد الغني برادر شدّد أن تكون أفغانستان بلداً مستقلاً بنظام إسلامي، بينما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في كلمته: «سنواجه بلا شك العديد من التحديات في المحادثات خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، تذكروا أنكم تعملون ليس فقط من أجل هذا الجيل من الأفغان بل ومن أجل الأجيال المقبلة أيضاً».


أمريكا أدركت أنها لم تستطع القضاء على حركة طالبان خلال عقدين من الزمن منذ عام 2001، وأنها حتّى لو استطاعت ذلك عسكريّاً، فإنها لن تستطيع إيصال البلاد إلى الحل الاجتماعي والسياسي الذي يتقبله الشعب الأفغاني، وأن الأجدر من ذلك إعطاء الشعب الأفغاني وحكومتيه فرصة التفاوض على مستقبل بلادهم، بالرغم من عدم اعتراف الحكومتين ببعضهما بعضاً.


يرى مراقبون أن حركة طالبان التي رفضت الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني ستسعى إلى إعادة بناء أفغانستان لتصبح «إمارة» إسلامية، بينما ستعمل إدارة غني على الحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرّست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.

وحثت وزيرة الخارجية النرويجية إين إريكسن سورييد جميع الأطراف على إدراج «النساء والضحايا والأقليات وأصحاب المصلحة الآخرين» في المسار السياسي، قائلة: «إن من شأن ذلك أن يكون المفتاح لاتفاق دائم».

وحذر خليل زاد، الدبلوماسي الأمريكي السابق، من أن واشنطن لن تضمن قيام دولة أفغانية في المستقبل لا تتماشى مع «القيم العالمية» بما في ذلك حقوق المرأة، موضحاً أنه «لا يوجد شيك على بياض.»

قد يستغرق التوصّل إلى اتفاق سلام شامل سنوات، وسيعتمد ذلك على استعداد كلا الجانبين لإيجاد مقاربة مشتركة لطريقة الحكم في بلدهما.