السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

روسيا.. والمنظمة الدولية للهجرة

في الخامس من شهر أبريل الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً يقضي بتبنّي روسيا الاتحادية لميثاق «المنظمة الدولية للهجرة» IOM.

وقدم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إشعاراً رسمياً بهذا القرار في 19 أبريل إلى المدير العام للمنظمة أنطونيو فيتورينو، أثناء زيارة قام بها إلى جنيف لهذا الغرض، وبهذا أصبحت روسيا تتمتع بحقوق العضوية الكاملة في المنظمة.

وترتبط المنظمة الدولية للهجرة بمنظمة الأمم المتحدة، وتُعتبر أضخم هيكل للتعاون المباشر بين الحكومات العالمية العضوة فيها في قضايا الهجرة والنزوح البشري، وتضم حتى الآن 174 دولة، ونظراً لدورها التنسيقي الفعّال مع المؤسسات المعنية بالهجرة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تضم 38 وكالة ومؤسسة مختصة، فإن «المنظمة الدولية للهجرة» تشارك بنشاط في تنفيذ توصيات الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والقانونية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2016، وهي التوصيات التي وضعت الأسس والإجراءات التي يقوم عليها التعاون الدولي الشامل في مجال معالجة مشاكل الهجرة في العالم.


ويُذكر أن الاتحاد الروسي يتعاون مع المنظمة منذ عام 1992 بشكل فعال، وما لبث أن حصل على صفة عضو مراقب فيها وفي السنوات القليلة الماضية، ازدادت مشاكل الهجرة أهمية بشكل كبير في العالم أجمع، وكانت تمثل قضية مهمة بالنسبة لروسيا أيضاً بعد أن أصبحت واحدة من أكثر الدول قبولاً للمهاجرين، وهذه الظروف هي التي أوحت بالمصالح والفوائد التي تتوقع روسيا تأمينها من خلال الانضمام إلى المنظمة المذكورة.


وكثيراً ما أعربت موسكو عن تقديرها الكبير للنشاطات الفعالة التي تقوم بها المنظمة العالمية للهجرة، وكانت تنوّه بالخبرات العملية والميدانية المتراكمة لديها في مجال معالجة القضايا المختلفة المتعلقة بها، وسوف تضمن لها العضوية الكاملة في المنظمة ترقية التفاعل معها إلى مستويات جديدة ونوعيّة.

وتعتزم روسيا تحقيق الاستفادة الكاملة من برنامجها الخاص لبناء تعاون دولي في هذه القضايا، والبحث عن أفضل الحلول للتخفيف من أعبائها وتداعياتها، استناداً إلى تبادل الخبرات وتعريف المجتمع الدولي بالإنجازات الروسية في إدارة ومعالجة المشكلات المرتبطة بها.

ولا بد من التذكير بأن الظاهرة أصبحت مشكلة ملحّة في دول الاتحاد الروسي خلال السنوات الأخيرة، وتمت معالجتها بنجاح، فبعد أن كان عدد المهاجرين في دول الاتحاد يراوح بين 10 و11 مليوناً، انخفض إلى نحو 6 أو 7 ملايين مهاجر بعد انتشار جائحة فيروس كورونا العام الماضي.