أرسلت الصين يوم الخميس 29 أبريل الفائت، الوحدة الأساسية لمحطتها الفضائية الخاصة، لتبدأ سلسلة من مهام الإطلاق الرئيسية لمشروع الصين الفضائي الطموح والمتطور، وتهدف الصين إلى استكمال بناء المحطة بنهاية عام 2022، والبعض يتساءل لماذا تريد الصين بناء محطتها الفضائية الخاصة، وما هي أهداف هذه المحطة؟
الصين تريد أن تُمكن مؤسساتها الفضائية ومهندسيها وفنيها المتخصصين في الفضاء وعلومه من كيفية بناء محطة فضائية وكيفية تجميعها وتشغيلها واستغلالها في مهام فضائية دائمة، حيث إنها تنوي أن تُبْقِي محطتها الفضائية مأهولة طوال الوقت، وهذا يعني أن كمية الأبحاث والدراسات والمهمات الفضائية ستكون كبيرة جداً، وهذا سيعود على الصين بالكثير من النتائج والفوائد والعلوم الفضائية، والمستقبل يقول إنه يحمل معه الكثير من الفوائد والعوائد الاقتصادية في مجال الفضاء، وبكين تريد أن تلاحق وتسبق الدول المتقدمة في هذا المجال، ومحطتها الفضائية ستمكنها من إتمام مشاريعها ومهامها ضمن الخطة الموضوعة.
الهدف المهم من وراء هذه المحطة هو عدم وجود تعاون وثيق بين وكالة ناسا وأي مشروع صيني، حيث إن الولايات المتحدة تريد احتكار هذا المجال لنفسها وقد خافت ناسا في وقت سابق من أن تقوم الصين بالتعلم من تجارب ناسا وتطوير قدراتها في هذا المجال، ولكن الصين يوماً بعد يوم أثبتت أنها لا تحتاج إلى التعليم من ناسا بل تستطيع بناء قدراتها وقدرات مهندسيها ورواد فضائها، والمستقبل قد يشهد تفوقها على الكثير من الوكالات الفضائية وباستطاعتها تطوير منظومات فضائية متطورة، ولهذا قامت ببناء محطتها الفضائية لكي تكون قادرة على إتمام مهامها دون موافقة أي طرف أو احتكار أي طرف، مهما كان حجم قوته وقدراته في هذا المجال.
بخلاف الأهداف التي ذكرناها في هذا المقال، فإن المحطة الفضائية الصينية ستتيح للكثير من دول العالم الاستفادة من هذه المحطة، صحيح أن الصين قد أعلنت في وقت سابق أن محطتها غير مخصصة بشكل كبير للتعاون الدولي، لكن أيضاً رحبت بهذا الأمر، وقد قبلت ما يقارب 6 مشاريع دولية مشتركة بين عدة دول، تجري تجارب علمية وبحثية وطبية في الفضاء، وهذا بحد ذاته سيكون مفيداً لتطوير علوم الفضاء وزيادة حجم الأبحاث المعنية بهذا الجانب، وهذا هدف الصين لتمكين قطاع الفضاء، واتاحته للجميع بدلاً من أن يكون حكراً لمؤسسات بعينها.