الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رحيل «الأميني».. رمز العربية الكبير بالهند

تلقت الأوساط الإسلامية في الهند بحزن عميق فاجعة رحيل الشيخ نور عالم خليل الأميني رئيس تحرير جريدة «الداعي» الشهرية وأستاذ الأدب العربي بالجامعة الإسلامية العريقة دار العلوم بديوبند عن عمر ناهز 69 سنة.

لقد عُدّ الشيخ نور عالم خليل الأميني من كبار أساتذة اللغة العربية في الهند.. تربى على يديه جيل من علماء اللغة العربية، وكان كاتباً قديراً وبارعاً في العربية وصاحب أسلوب فريد فيها.. أسلوب تدفق بسلاسة وعفوية، وامتاز بفصاحة اللسان ونصاعة البيان وإشراقة الإيمان، وهو أسلوب تفردت به مدرسة الإمام الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي وتلامذته الندويين.

وقد أجمع العلماء على أن الشيخ الأميني كان واحداً من كبار كتاب العربية في الهند، والذي قدم للصحافة العربية والفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية بالهند خدمات رائعة جديرة بأن تكتب بماء الذهب.

ولد الشيخ الأميني عام 1952 في ولاية بيهار، وتخرج في دار العلوم بديوبند أشهر جامعة إسلامية في شبه القارة الهندية، وتتلمذ على يد أديب العربية الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي، الذي رباه وصقل موهبته في الإنشاء والكتابة العربية، ثم اتصل بالشيخ أبي الحسن الندوي الذي عينه أستاذاً للأدب العربي في دار العلوم ندوة العلماء بلكناؤ.

وفي عام 1982م تولى رئاسة تحرير جريدة «الداعي» الشهرية إلى جانب أستاذيته في دار العلوم بديوبند، وتولى إدارتها إلى حين وفاته حيث صنفت أرقى مجلة باللغة العربية حققت شعبية واسعة بين طلبة وأساتذة المدارس الإسلامية في الهند، وخصوصاً حظيت زاويته الدائمة «إشراقة» التي تناول فيها قضايا العالم العربي والإسلامي بالعرض والتحليل شعبية كبيرة.

مُنح وسام تقدير وشرف من رئيس جمهورية الهند لمساهمته المتميزة في اللغة العربية، وألف كُتباً مهمة بالعربية منها «الصحابة ومكانتهم في الإسلام»، و«مجتمعاتنا المعاصرة والطريق إلى الإسلام»، و«الدعوة الإسلامية بين دروس الأمس وتحديات اليوم»، و«المسلمون في الهند بين خدعة الديمقراطية وأكذوبة العلمانية» وغيرها، كما ألف 6 مؤلفات بالأردو، وترجم إلى العربية حوالي 25 كتاباً في مواضيع تتعلق بالتاريخ والسيرة والفكر الإسلامي.

كان الشيخ الأميني صاحب قلب مؤمن غيور يتألم على أوضاع المسلمين فقام بتشخيص داء الأمة الإسلامية المتمثل في السعي وراء المال، والتهالك على المكتسبات المادية، والاعتناء المفرط بالزينة والتظاهر الكاذب، ونقص الإخلاص أحياناً حتى في مجال الدعوة الإسلامية، أمطر الله فقيد اللغة العربية شآبيب رحمته.