السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حرب غزة.. وتغيّر المبادئ الثَّابتة

الصِّراع الذي اندلع بين إسرائيل وقطاع غزة منذ يوم 10 مايو الجاري وتوقف فجر الجمعة الماضي 21 مايو، يثير سلسلة من الرؤى التي سبقت متابعتها بالنسبة للمراقبين الأجانب، وكأن السلسلة ذاتها من الأحداث تحافظ على نمطها وتكرار نسقها كل 6 سنوات أو نحوها، مثلما حدث في أعوام 2008 و2014 وهذا العام 2021.

وكما جرت العادة، عندما يشتد الخلاف حول ملكيّة الأرض والسيطرة على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، تسارع حركة حماس للانضمام إلى المعركة بإطلاق وابل من قذائفها وصواريخها، كما لو أنه التزام متفق عليه مسبقاً لإثبات حضورها القتالي في هذه الظروف.

وكما جرت العادة، فإن مشاركة حماس في هذا المشهد تغيّر الأوضاع تماماً، وتمنح إسرائيل السبب الشرعي للدفاع عن نفسها في مواجهة 3000 صاروخ أطلقت عليها خلال أسبوع واحد، وكما جرت العادة أيضاً، فلقد ردت إسرائيل بقسوة تفوق ردودها السابقة بمئات المرات، وبما أثار نقاشاً واسعاً في أوساط المعلقين حول تجاوز مبدأ تناسب القوى بين المتقاتلين.


واعتادت الولايات المتحدة أن تعلن عن دعمها لحق إسرائيل الذي لا جدال فيه بالدفاع عن النفس عندما يكون رئيسها ديمقراطياً أو جمهورياً، ثم لا تلبث أن تحث الطرفين المتنازعين على ضبط النفس، وأن تعبّر عن قلقها من تزايد أعداد الضحايا، وتعلن عن دعمها لوقف إطلاق النار ولكن ليس في الحال أو اللحظة، وتطالب الطرفين بالتخفيف من أسباب التصعيد، وبإنهاء أسباب العداء في أقرب وقت ممكن ولكن ليس على الفور، وبتفكيك ترسانات حركة حماس من الأسلحة الفتاكة، ولكن في أسرع وقت ممكن.


وبعد مقتل وإصابة العشرات في إسرائيل وغزة تمّ توقيف النار، وهكذا يبدو وكأن كل شيء يحدث الآن مثلما كان يحدث من قبل، ولكن، هناك بعض مؤشرات التغيّر المهمة التي طرأت على هذا المشهد المتكرر، ويتعلق الأمر بتقييم موقف الولايات المتحدة، صحيح أن دعم الرئيس بايدن لإسرائيل لم يتغير، ولكنه ليس بلا قيود بخلاف ما كانت عليه مواقف رؤساء الإدارات الأمريكية السابقة.

ونحن نرى الآن كيف تضغط إدارة بايدن على الصين بسبب أزمة الأويغور، وتفرض عقوبات على المجلس العسكري في ميانمار بسبب قمع المتظاهرين، وهذا يقتضي أن تشعر إدارة بايدن بقلق أكبر بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.