الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كوكب واحد.. وأقطاب متنافرة

يعيش العالم اليوم حالة من الفوضى السياسية، التي تشبه إلى حد كبير أجواء الحرب الباردة بين قطبي العالم سابقاً، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.

ويبرز العديد من التحديات التي تواجه أمن العالم أجمع في ظل نشوء أنظمة راديكالية انعزالية، تسعى لتوسيع مجال نفوذها الحيوي على حساب مصالح دول وشعوب أخرى مجاورة، في ظل حالة من العجز الدولي عن صياغة مفاهيم فعالة وحقيقية لتعزيز السلم والأمن العالميين.

ويضاعف من حجم المخاطر التي تعيق بالعالم، ما تبدو كحالة من التدليل التي بات العالم يتعامل بها من الأنظمة والكيانات الطائشة التي تهدد بنشر الفوضى، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه التباين بين الدول الكبرى ودخولها في صراع مزمن على النفوذ السياسي والاقتصادي وتقاسم النفوذ.


ويكتفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإصدار البيانات وإرسال المبعوثين إلى تلك الدول، ويدرك بأننا على أعتاب مرحلة أكثر سوءاً، مع تفشي داء النزاعات وتغول دول طامحة في استعادها أمجادها على حساب حالة الفوضى تلك التي شهدها بعض الدول، ومنها دول عربية مثل العراق وسوريا، واليمن، وليبيا، ولبنان.


وبطبيعة الحال بات من المرجح أن تتسع دائرة الصراعات مع الفشل العالمي في محاصرة النيران، نتيجة للخلافات التي تدب بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي كان يفترض بها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة أن تقود مهام حماية العالم وإطفاء الحرائق المشتعلة هنا وهناك، غير أن ما يحدث اليوم هو العكس تماماً، الأمر الذي ترك هامشاً كبيراً تناور من خلاله بعض الأنظمة والجماعات لتحقيق أهدافها التي أقل ما يقال عنها إنها «شريرة»!

وقد انسحبت حالة الفشل التي يواجه بها المجتمع الدولي مسؤولياته في مواجهة العنف والتطرف والحروب والتغول العسكري على أمور أخرى تهم سكان الكوكب مجتمعين، ولا يمكن تحقيقها إلا عبر رؤية موحدة شاملة، ومتماسكة لإنقاذ هذا الكوكب الأزرق الذي نعيش عليه جميعاً.

ومن أبرز تلك الأمور التي شهدناها، الفشل في مواجهة التحولات المناخية، وصولاً للإخفاق في التصدي لآثار جائحة «كورونا» بإدارة جماعية، وصولاً للتهديدات التي باتت أكثر وضوحاً فيما يتعلق بأزمة المياه أو ربما حروب المياه التي تلوح في الأفق، وقد رأينا ملامحها بالفعل، عبر تجفيف أنهار كانت جارية حتى الأمس القريب، مثل نهري دجلة وفرات أو ما تسعى إليه إثيوبيا في نهر النيل.