الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاقتصاد العالمي.. ومعضلة الفقر

على مدى عقود، نجحت الصين في التحول من دولة إقطاعية فقيرة إلى دولة مؤثرة في الاقتصاد العالمي، وعبر سيناريو إنقاذ مثير، استطاع التنين الصيني إخراج نحو 800 مليون معدم من دائرة الفقر، بل والانخراط في ثورات تكنولوجية متلاحقة، وتطويق العالم بطرق الحرير، والاستثمار، والقروض، الأمر الذي يصلح نموذجاً عملياً لدول العالم النامي في مكافحة الفقر.

ينظر بعض الاقتصاديين بإعجاب للحرب المقدسة التي شنها الصينيون ضد غول الجوع الذي حصد أرواح ملايين الصينيين في فترات متعاقبة، وبالرغم من تفشي الجائحة في عقر دارها، إلا أن بكين أعلنت القضاء رسمياً على الفقر المدقع في 2020، وهي تجربة استثنائية تستحق دراسة متعمقة من خبراء الدول العربية والأفريقية والشعوب اللاتينية، على وجه الخصوص.

لا يزال بعض الخبراء يعتقدون أن تضخم أعداد السكان عائق رهيب أمام التنمية الاقتصادية، لكن، النموذج الصيني يعطي درساً لهؤلاء في كيفيَّة ترويض شعب ملياري ليصبح قوة دفع هائلة تسهم في تطوير الاقتصاد، طالما وجدت الإرادة السياسية للتنمية، وشعباً متحفزاً للتغيير الاقتصادي، ولهذا، يتجاوز نصيب الفرد الصيني من الدخل 10 آلاف دولار سنوياً، بينما يتخطى الناتج السنوي للصين 15.47 تريليون دولار.


قبل عام، أجريت مقابلة على التلفزيون الصيني الرسمي، عن سبل مواجهة الفقر، وخلالها، توقعت انتكاسة في خطط البنك الدولي للقضاء على الفقر حتى 2030، بسبب ظروف تفشي الجائحة، والتغير المناخي، واستمرار النزاعات المسلحة، وعدم المساواة، الأمر الذي يهدد بسقوط 100 مليون نسمة في براثن الفقر مرة أخرى، ومع ذلك، فإن مأزق الانتكاسة المتوقعة ليست قانوناً، فإذا استطاع العالم احتواء أزماته فسننعم جميعاً بانتشال البؤساء من هذه المقبرة.