السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الوعي.. مسألة فردية

كثيرة هي المرات التي تمرّ على مسامعنا مقولة «نُراهن على وعي المجتمع» يُصرّح بها أحد المسؤولين، خاصةً في أوقات التحديات والأزمات التي تتطلب تصرفات واعية من كافة أفراد المجتمع.

الواقع يُثبت لنا بأن المجتمع في أحيان كثيرة أبعد من أن يكون واعياً وقادراً على التصرّف وفق ما تتطلبه الظروف والتحديات، وليس بمستوى الثقة التي أُنيطت به.

والسبب في غياب التصرفات الواعية لدى أفراد المجتمع هو أن الوعي ليس جمعيّاً، بل مسألة فردية بحته تقوم أساساً على الوعي الذاتي، وهو أن يُدرك الإنسان ويتعرّف إلى الطريقة التي يُفكّر فيها ويشعر بها.


بمعنى آخر، الواعي يكون منتبهاً لذاته ويُراقبها ويُحاول التعرّف إلى دوافعها، ومحاولة إيجاد حلول لأي تحدٍّ قد يُواجهه لأنه يعي بأنه مسؤول عن تصرفاته.


إذا ما كان هناك ما يُسمى بالوعي المجتمعي، فإن ذلك مرهون بشكل كبير بالوعي الفردي لأفراده، فكلما زاد الوعي بين الأفراد، أصبح الوعي المجتمعي أكثر قوّة ورسوخاً.

تكمن صعوبة تحوّل الوعي الفردي إلى وعي مجتمعي في أنّه يتطلّب بذل الكثير من الجهد الذاتي من قراءة وبحث وتجربة، وهو الأمر الذي تحجم عن القيام به غالبية أفراد المجتمع، نظراً للجهد الكبير الذي يُبذل في سبيل الوصول إليه.

قد يكون هناك بعض المجتمعات لديه حس مسؤولية تجاه المحيط أو الدولة التي تعيش فيها أكبر من مجتمعات أخرى، لكن لا علاقة لذلك بالوعي المجتمعي.

إن الشعوب عبارة عن «رُكاب قطار»، أي بمعنى أن التزامهم وانضباطهم باتباع التعليمات واحترام الآخر، نابع من مدى صرامة القوانين في بلدانهم.