2021-08-29
كتب المؤرخ والفيلسوف الأمريكي «ويل ديورانت» في سنة 1930، قائلاً: «إن استنزاف بريطانيا الواعِي والمتعمَّد للهند.. كان أعظم جريمة في تاريخ البشرية كلها»، ولم يكن تقييمه مُبَالغاً فيه، فقد مات نحو خمسة وثلاثين مليون هندي من المجاعة والأوبئة والمذابح الجماعية وأعمال القتل الانتقامية، التي نفّذها الحكم البريطاني في الهند بعد حرب الاستقلال الأولى الفاشلة في عام 1857.
من جهة أخرى، قام الحكم البريطاني بإفقار الهند بنهب ثرواتها التي موّلت الثورة الصناعية في بريطانيا، بدليل أن حصة الهند من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في نهاية القرن الثامن عشر قدرت بـ23%، قد هبطت إلى نحو 3% حين غادر البريطانيون الهندَ في عام 1947.
في كتابه الجديد الأكثر مبيعاً «عصرٌ للظلام» (An Era of Darkness) يقدّم الكاتب والمفكر والسياسي الهندي البارز والوزير السابق «شاشي ثارور» (65 عاماً) هذه الحقائق مدعومة بحجج دامغة، ويكشف القناع عن حقيقة الحكم الاستعماري في الهند واصفاً إياه بـ«الكارثي»، و«عصر الظلام».
لقد قام المؤلف البارع بفحص الطرق والسبل التي استغل بها المستعمرون الهند، بدءاً من تصدير موارد الهند إلى بريطانيا، وتدمير المنسوجات الهندية، وصناعة الصلب، وبناء السفن لتأمين النقل البحري، إلى تدمير الزراعة التقليدية.
وبالتالي دحض ثارور حجج المستعمِرين والمدافعين الهنود عن الإمبراطورية البريطانية، الذين يصفونها بالحكم التنويري الذي جاء بالديمقراطية والحرية السياسية، وسيادة القانون، وسكك الحديد، واللغة الإنجليزية، والشاي، ولعبة الكريكت، وهو هنا يذكّرنا بما قاله الروائي «الطيب صالح» على لسان بطله في روايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال»: «البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز، وسكك الحديد أنشئت أصلاً لنقل الجنود، وقد أنشؤوا المدارس ليعلمونا كيف نقول: نعم بلغتهم».
من جهة أخرى، قام الحكم البريطاني بإفقار الهند بنهب ثرواتها التي موّلت الثورة الصناعية في بريطانيا، بدليل أن حصة الهند من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في نهاية القرن الثامن عشر قدرت بـ23%، قد هبطت إلى نحو 3% حين غادر البريطانيون الهندَ في عام 1947.
في كتابه الجديد الأكثر مبيعاً «عصرٌ للظلام» (An Era of Darkness) يقدّم الكاتب والمفكر والسياسي الهندي البارز والوزير السابق «شاشي ثارور» (65 عاماً) هذه الحقائق مدعومة بحجج دامغة، ويكشف القناع عن حقيقة الحكم الاستعماري في الهند واصفاً إياه بـ«الكارثي»، و«عصر الظلام».
لقد قام المؤلف البارع بفحص الطرق والسبل التي استغل بها المستعمرون الهند، بدءاً من تصدير موارد الهند إلى بريطانيا، وتدمير المنسوجات الهندية، وصناعة الصلب، وبناء السفن لتأمين النقل البحري، إلى تدمير الزراعة التقليدية.
وبالتالي دحض ثارور حجج المستعمِرين والمدافعين الهنود عن الإمبراطورية البريطانية، الذين يصفونها بالحكم التنويري الذي جاء بالديمقراطية والحرية السياسية، وسيادة القانون، وسكك الحديد، واللغة الإنجليزية، والشاي، ولعبة الكريكت، وهو هنا يذكّرنا بما قاله الروائي «الطيب صالح» على لسان بطله في روايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال»: «البواخر مخرت عرض النيل أول مرة تحمل المدافع لا الخبز، وسكك الحديد أنشئت أصلاً لنقل الجنود، وقد أنشؤوا المدارس ليعلمونا كيف نقول: نعم بلغتهم».