الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بايدن.. أقل الرؤساء حظاً

شهدت مؤشرات استطلاع الرأي العام الأخيرة، تراجعاً في معدلات تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مستوى منخفض قدر بـ43%، وفقاً لاستطلاع غالوب، والذي يعني أن أولئك الذين لا يوافقون على أداء الرئيس يشكلون الأغلبية الآن، وكان أكبر انخفاض في الموافقة بين الناخبين المستقلين، حيث وافق 61% منهم على أداء جو بايدن في شهر يناير، لكن 36% منهم فقط يوافقون عليه الآن، وهناك استطلاعات أخرى أجرتها «بي بي أس نيوز هاور/ ماريست» و«واشنطن بوست» وغيرها، جميعها تؤكد الاتجاه ذاته، وتعكس هذه النتائج على حد تعبير غالوب أنه «من بين الرؤساء المنتخبين منذ الحرب العالمية الثانية، حصل دونالد ترامب فقط على نسبة موافقة أقل من بايدن في مرحلة مماثلة في رئاستهما».
يعتبر بايدن أقل المحظوظين بين رؤساء الولايات المتحدة، فقد تولى منصبه في فترة تمر فيها أمريكا بمناخ سياسي أكثر استقطاباً، وفي خضم وباء عالمي مع انتشار متحور «دلتا» شديد العدوى، إضافة إلى تأثيرات وخسائر إعصار «إيدا» والانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، وارتفاع الأسعار، وتباطؤ فرص التوظيف، مؤدية إلى تزعزع ثقة الأمريكان بقدرته على تحقيق وعوده بإعادة الإحساس بالحياة الطبيعية عبر إنعاش الاقتصاد وإعادته إلى مساره الطبيعي، كل هذه الأسباب مجتمعة أثارت مخاوف الرأي الأمريكي العام، فهذه تحديات جسيمة فرضتها أوضاع ليست من صنعه، ولا يمكن لأي رئيس مهما بلغت «قوته» الانتصار عليها بين عشية وضحاها، فلا يملك الرئيس عصا سحرية يستطيع بها أن يحل كل المشاكل في طرفة عين، ما لم تكن الظروف مؤاتية وما لم يتمتع بتأييد الجميع ولا سيما الجمهوريين الذين يمارسون نفوذاً كبيراً في الكونغرس.
لعل 9 أشهر فقط في الرئاسة لا تكفي للحكم على أداء جو بايدن، خصوصاً في خضم الأزمات الكبرى التي ورثها من سلفه، وثمة قضايا أخرى أكثر أهمية يجب التركيز عليها عاجلاً، منها أزمة المناخ والتزامات الولايات المتحدة بشأنها، وخطط بايدن للبنية التحتية التي لا تزال عالقة في الكونغرس، ورفع الحد الأقصى القانوني للاقتراض الفيدرالي، وتعزيز الديمقراطية، ودعم حقوق السود والأقليات، وفوق كل ذلك يتعين عليه إقناع الأمريكان بأنه يسعى بكل إخلاص إلى إنعاش بلد بحيث يكون أقل انقساماً اجتماعياً وإقليمياً وعنصرياً، وبأن تفويضات التطعيم، ورعاية الأطفال، ورعاية المسنين، والرعاية الصحية وغيرها في مصلحة جميع الأمريكان، حتى أولئك الذين صوتوا للجمهوري دونالد ترامب.