الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

عطلة نهاية الأسبوع.. بين الدين والعباد

نال قرار تعديل العطلة الأسبوعية إعجاب الجميع، ولكن كـ«العادة» البعض خارج الإمارات انزعج من تغييرها.. ليش؟ ما تعرف! استخدم البعض اعتراضه من منظور ديني، والبعض الآخر من منظور سياسي، والبعض الأخير من منظور «حسد»، فقط من أجل: لماذا لديهم عطلة أسبوعية بثلاثة أيام؟ البعض اتهموا الإمارات بأنها تخالف حدود الله في قرارها، لكن المثير في الموضوع أن رجال الدين في الدولة هم من تصدوا لأولئك المحتجين، وأوضحوا لهم أن ‏هذه مسألة «دنيوية» بحتة، ورأوا أن قرار ولي الأمر فيه مصلحة عامة للبلاد والعباد، وأن المُحرّم هنا هو العمل وقت صلاة الجمعة، وليس كامل اليوم، على طريقة دس السم في العسل! الذي أعجبني في رأي رجال الدين الإماراتيين، هو فكرهم المتطور، وشرحهم لمدى تفهمهم لهذا الأمر مع تفريقهم بين الرأي الديني والأمر الدنيوي، للأسف بعض رجال الدين - عن جهل أو تعمد – لا تزال أفكارهم متأخرة ويرفضون التجديد، إلا بعد انقضاء فترة طويلة ليكتشفوا بعدها خطأ تفكيرهم، والأمثلة على ذلك كثيرة في تحريم نقل الدم وزراعة الأعضاء إلى موضوع تحريم السيارة والتلفزيون والهاتف «أبو كاميرا»، ليعودوا بعد ذلك ليصححوا وجهة نظرهم، ولكن بعد فوات الأوان! ولذلك، نحن سعداء برجال الدين لدينا الذين تجاوزوا (تبعية بعض المشايخ هنا أو هناك)، وأصبح لهم رأيهم المستقل والمتجدد الذي فيه فائدة للبلاد والعباد.

البعض الآخر عزف على نغمة أن بعض إمارات الدولة «متنافرة» في مسألة الإجازة، وهذا شيء لا يفهمه الحاسدون، فقرار الشارقة تطبيق 4 أيام عمل متسق مع الدستور الذي يعطي إمارات الدولة استقلالية نسبية لإدارة شؤونها المحلية، والنظام الاتحادي للدولة مصدر قوة وتميز، يجهل الحساد أن المواضيع تعرض على المجلس الأعلى لحكام الإمارات، ليتم التشاور بينهم، واتخاذ القرار الأنسب على المستوى الاتحادي، وهذا ما يميز الإمارات فهي واحد في الأمور الاتحادية، ولإمارات الدولة الحق فيما يتعلق بشأنها الداخلي، هذا ما أرساه القادة المؤسسون، ويسير عليه القادة المجددون.
إن نظام العمل الجديد يسهم في تعزيز اندماج الاقتصاد الوطني مع الاقتصادات العالمية، وتعزيز تنافسيته، بالإضافة إلى تقوية الترابط الأسري وتعزيز جودة حياة الموظفين، وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية ومتطلبات العمل، كما يتيح الفرصة للتمتع بعطلة نهاية أسبوع أطول، ويسهم في تنشيط السياحة الداخلية، والاستهلاك المحلي.. ويجعل الحاسد.. يموت بغيظه!