الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

جاوز الحوثي المدى!

«أخي جاوز الظالمون المدى.. فحق الجهاد وحق الفدا»، كلمات للشاعر علي محمود طه، فما أشبه اليوم بالبارحة، فما تشهده الساحة اليمنية و جوارها، جاوز فيه الإرهابيون المدى، حيث وجدت إيران في عصابات الحوثي الذراع المطواعة لسياساتها التوسعية في المنطقة، و تحقيق مآربها في ابتزاز الدول التي ترفض بشدة محاولاتها لتحقيق أهدافها في المنطقة وكذلك امتلاك السلاح النووي الذي سيمكنها من التمادي في خططها التوسعية.

فالتطاول اليومي لمليشيات الحوثي التي كان إدراجها على قائمة الإرهاب، القرار الصائب للجم مثل هذه العصابات المأجورة، والذي يتوجب سريانه على كل داعم للإرهابيين في العالم، فقد آن الأوان لوقفة عربية فاعلة، فما تعرضت له بالأمس دولتنا الحبيبة من اعتداء إرهابي جبان طال منشآت مدنية في منطقة مصفح في العاصمة أبوظبي، وما تتعرض له الشقيقة المملكة العربية السعودية، بهدف إدخال دول المنطقة في مواجهة أوسع، تدرك القيادة الحكيمة نتائجها و تعمل جاهدة على تجنيب المنطقة تبعاتها، كذلك على الجامعة العربية أن تستنفر كل جهودها وطاقاتها لحشد اصطفاف دولي عبر كل المنظمات والهيئات الدولية، لمحاصرة هذه الشرذمة وداعميها، من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة، باعتبارهما جزءاً لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الدوليين، فما أحوجنا الآن إلى تطبيق ميثاق التزمت به كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية وكذلك المنظمات الدولية التي أنشئت من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في أربع جهات الأرض.

ما تتمادى بفعله عصابة إيران في اليمن، يتطلب التحرك بأسرع وقت لوضع حد للتطرف والإرهاب الذي يهدد أبناء اليمن الذين باتوا رهائن في يد تلك العصابة، فمن لا تطاله بالقتل بما تملكه من أسلحة إيرانية، تقتله بالقوت اليومي الذي تسرقه من خلال السطو على المساعدات الإنسانية المرسلة من أكثر من دولة في مقدمتها دولة الإمارات والسعودية، ناهيك عن محاولات تلك العصابة ومن يدعمها، في الاعتداءات الفاشلة والمتكررة على مناطق حدودية مع اليمن، خاصة بعد اندحار فلول هذه العصابة وتحرير العديد من المناطق اليمنية التي كان يغتصبها الحوثي.

ما تتمادى بفعله عصابة إيران في اليمن، يتطلب التحرك بأسرع وقت لوضع حد للتطرف والإرهاب

وتتفاقم الأزمة في التحرك العالمي السلحفاتي تجاه إيران وأذنابها في أكثر من دولة عربية، فشماعة الاتفاق النووي، والمد والجزر الكاذب، بين أمريكا وإيران وبعض الدول الأوروبية، بشأن هذا الملف، يترك الحبل على الغارب، للعبث الإيراني المتزايد في المنطقة، وكأن كل ما ترتكبه من جرائم في أكثر من منطقة، لا قيمة له، فالإدارة الأمريكية الحالية لن تحرك ساكناً في أي ملف، بل باتت من خلال المواجهة الكلامية، تمنح إيران فرصة عمرها للوصول إلى نسبة التخصيب التي تحقق لها هدف امتلاك السلاح النووي، و يبدو أن ما يجري تحت الطاولة أكثر خطورة من الاتفاق الذي ستمنح من خلاله إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، ما كان يخطط له معلمه الرئيس الأسبق أوباما وحزبهما الديمقراطي الذي يستخدم مثل تلك الدول والعصابات والمليشيات، لتحقيق سياساته ومآربه في منطقتنا بصفة خاصة، وكذلك في تصفية حساباته عالمياً، بمنطق الإرهاب وزعزعة الأمن والسلم والاستقرار.

الأوضاع في العالم سياسياً واقتصادياً وأمنياً وإنسانياً، تحتاج إلى تكاتف الجهود والعمل على الأرض، للحد من كل التجاوزات التي نشهدها يومياً، في أكثر من بقعة، فلا وقت لمزيد من الخسائر في البشر والشجر والحجر، فهناك جائحة تتطلب العمل يداً بيد وحشد كل الطاقات والإمكانات من أجل مكافحتها والتخلص من تبعاتها التي تهدد الجميع من دون استثناء في عالمنا الذي بات قرية صغيرة في هذا العصر، فقد آن الأوان ليتبوأ العلم عرش العالم، وعلى السياسات مهما اختلفت أن تنفذ ما يرسمه أصحاب العقول المتخصصين في علوم التقنية و تكنولوجيا العصر في مختلف مجالات الحياة، إنه عصر الإنسانية والعيش الآمن والحياة الكريمة للأجيال المتعاقبة.