الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الموقف الدولي والإرهاب الحوثي

لا بد من وقفة دولية جادة لاتخاذ موقف حازم ضد الجماعات والمليشيات الإرهابية في العالم أجمع، فالإرهاب لا دين له ولا أخلاق ولا قيم، فالمليشيات الإرهابية إذا ما تمكنت وسيطرت على دولة أو حتى تواجدت في منطقة ما، أفسدت وقتلت ودمرت وشردت وأهلكت الحرث والنسل، ولنا في جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن مثال.

الهجوم الإرهابي الجبان الذي وقع يوم الاثنين من هذا الأسبوع بصاروخ باليستي تصدت له ودمرته الدفاعات الجوية الإماراتية، كما تصدت ودمرت صاروخين باليستيين خلال الأسبوع الماضي، هو تكرار للاعتداء الأول الذي تم يوم الاثنين السابع عشر من يناير الماضي والذي استهدف مطار أبوظبي الدولي وناقلات النفط في منطقة المصفح في أبوظبي. هذه الاعتداءات لن تمر مرور الكرام ولن تمر من دون عقاب ويحق للإمارات الدفاع عن نفسها وأراضيها وسيادتها ومكتسباتها. وموقف الإمارات من الإرهاب واضح جلي، حيث تتوافق تصريحاتها ومواقفها وأفعالها تجاه هذا الخطر الذي يهدد الدول والمجتمعات.

معظم الدول والمنظمات أدانت العمل الإرهابي الذي قام به الحوثي الإرهابي، إلا أن الإدانات لا تكفي ويجب أن يتبعها تحرك وفعل يحاسب الحوثي وأمثاله ومن يقف وراءهم ويدعمهم فمن أمن العقوبة أساء الأدب، وهنا لا بد من وقفة حزم لوضع حد لانتشار المليشيات وخطرها وتبني مواقف ضدها وضد من يقف وراءها أو يدعمها بل حتى من يتعاطف معها أو يساهم في الترويج لها ولأفعالها.

التخاذل الدولي والأممي لاتخاذ موقف حاسم ضد الجماعة الحوثية الإرهابية هو السبب الرئيسي لعدم الوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية

أدانت أمريكا الهجوم ووصفته بالإرهابي وتعهّدت بمحاسبة الإرهابيين، إلا أن اللافت ظهور أصوات بعد الهجمات الإرهابية مطالبة باتخاذ مواقف جادة ضد الحوثيين وتصاعدت وعلت أصوات من الداخل الأمريكي مطالبة الإدارة الأمريكية بإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وبفرض عقوبات عليهم، من أبرز هذه الأصوات وزير الخارجية السابق مايك بومبيو والسيناتور كروز والنائب الجمهوري دون بيكون.

التخاذل الدولي والأممي لاتخاذ موقف حاسم ضد الجماعة الحوثية الإرهابية هو السبب الرئيسي لعدم الوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية وإطالة أمدها وتمكين الحوثيين أكثر، ويجب على أمريكا ومجلس الأمن الدولي أن يعوا بمكانتهم الدولية وما يتطلبه دورهم للحفاظ على السلم والأمن الدولي وعليهم اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الخطر الحوثي.

خطر الحوثيين يتعدى اليمن والمنطقة والإقليم حيث أصبحوا مهدداً رئيسياً ومباشراً للملاحة الدولية ويمارسون القرصنة على السفن، ما يهدد حركة التجارة العالمية والإمدادات النفطية، ما ينجم عنه آثار خطيرة على الاقتصاد العالمي الذي ما زال يعاني من تداعيات كورونا.

الإمارات رغم الاعتداءات والتهديدات ستبقى داعية للسلام وفاعلة في نشر الأمن ولن تتنازل عن مبادئها وقيمها الراسخة ولن تتراجع في محاربة التطرف والإرهاب وستظل النموذج الذي يحتذى به في المنطقة كواحة أمن وسلام.