الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

استغلوني.. وريان تحت التراب!

لماذا اجتمع العالم وتوحد حول موضوع الطفل المغربي «ريان»؟ كان -في الفيديو الذي نشر له- كائناً صغيراً وحيداً في ظلمة البئر يجهل كيف ينقذ نفسه!

لذلك توحد العالم وعرضت الكثير من الدول الدعم الفني والتكنولوجي لإنقاذه ولكن جميعها لم تستطع إنقاذه، عندها أدركت البشرية والعالم بكل إمكانياته وتكنولوجياته عجزهم عن إنقاذه خلال الخمسة أيام لأن «الغلطة بورطة».

لجأت القلوب إلى من بيده الأمر وحده سبحانه، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ سورة الحج، الآية 73.

عدة دروس أظهرتها مأساة ريان، أولها أن الإنسانية لا تزال موجودة فينا بالرغم من العصر التكنولوجي والانشغال الأناني بالنفس، والأمر الآخر استغلال مأساة ريان سياسياً حيث قامت كالعادة جماعة الإخوان بتحويل الحادثة والوفاة لصالحهم، بحيث وجهوا سهامهم على أنها إهمال من قبل الحكومة المغربية في محاولة لتهييج الشارع المغرب ضد الملك الذي كشف عنهم غطاء فشلهم السياسي في إدارة شؤون الحكومة، وعدم قدرتهم على الإصلاح والتطوير وتلبية احتياجات ومتطلبات الشعب، فقام الشعب نفسه بالتصويت ضدهم!

بعض وسائل الإعلام ولإثارة وزيادة عدد المتابعين خرجوا لنا بقصة أن الطفل ريان كان في الأساس قربانا للجن والشياطين!

في مأساة ريان اكتشفنا كيف يستغل البعض تعاطفنا وأحزاننا ليتاجر بها فقد كشف خالد أورام، والد ريان، «محاولات استغلال» قام بها البعض على شبكات التواصل الاجتماعي لجمع الأموال والتبرعات، من خلال إنشاء حسابات باسم الأب وباسم ريان نفسه على «فيسبوك» والسوشيال ميديا ليحصلوا على المال من الناس، وقال كلمته الشهيرة وقلبه يعتصره الحزن: استغلوني وابني تحت الأرض!

كالعادة اتفق العرب على الاختلاف، فبعضهم ذكر أن وسائل الإنقاذ وطرقها لم تكن كافية لإنقاذ ريان، ونشروا فيديوهات لإنقاذ طفل في الصين، في حين أن الطرف الآخر رد بأنه استخدم كل ما يمكن عمله لإنقاذ الطفل، واستندوا إلى فيديوهات أطفال الكهف التايلاندي الذين تم إنقاذهم بعد 17 يوماً، كذلك صراع 33 من عمال المناجم التشيليين ولم تفلح فرق الإنقاذ في نجدتهم إلا بعد 68 يومً فما بالكم بطفل صغير وفي تربة رملية سهل انهيارها.

بعض وسائل الإعلام ولإثارة وزيادة عدد المتابعين خرجوا لنا بقصة أن الطفل ريان كان في الأساس قرباناً للجن والشياطين!

انظر كيف يستغل البعض المعاناة الإنسانية للتربح، وللأسف هناك أجندات لبعض الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية والقنوات الإعلامية لا تصلح معها معاناة أطفال العراق وسوريا.. وفهمكم كفاية!