الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

دولة الطموحات الكبيرة

لا أحد في الإمارات يشعر بالقلق من صواريخ الحوثي، والجميع يبيت لياليه آمناً مطمئناً، متوكلاً على الله، وواثقاً بالجنود المخلصين الذين يحرسون البلاد ليلاً ونهاراً.. أقول ذلك على سبيل الدقة، وليس المبالغة.. وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة الكريمة يشاركني الرأي، فالأمور تبدأ وتنتهي بعيداً عن عيون الناس، والشر يموت في مهده.. ولا نعلم به إلا من خلال البيانات الدقيقة التي تصدرها وزارة الدفاع.

من يسمع الأخبار الكاذبة في الخارج، ليس كمن ينعم بالأمن والاستقرار في الداخل.. فالإشاعات تجد لها آذاناًمصغية في البلاد البعيدة، لكنها في الداخل تصبح مادة للسخرية.. فالإنسان العاقل المنصف يصدق ما يراه بعينه، لا ما يسمع به من أطراف ناقمة تعيش خارج نطاق الزمن.

في الأيام القليلة الماضية قمت بحظر عشرات الحسابات المحسوبة على جماعة الإخوان في تويتر، ولم أكلف نفسي عناء الرد عليها، أو الدخول في جدالات بيزنطية معها.. لأنها باختصار تقتات على الكذب، والنفوس التي تقتات على الكذب لا جدوى من الحوار معها.. والأفضل المسارعة بحظرها، والانشغال بما هو أهم.

اختارت الإمارات أن تكون دولة ملهمة.. صانعة للأحداث، ولاعباً رئيسياً في مضامير السياسة والاقتصاد والتنمية

منطقة الخليج مرت عبر تاريخها المعاصر بأزمات سياسية كبرى، منها على سبيل المثال لا الحصر.. الحرب العراقية الإيرانية، عاصفة الصحراء، ثعلب الصحراء، ارتدادات ثورات الجحيم العربي.. وفي كل مرة تخرج أكثر صلابة وخبرة، والإمارات تحديداً كانت الأكثر مسارعة لتحصين حدودها، وتطوير قدراتها الدفاعية.. وهو ما نجني ثماره اليوم، وننعم بفضله بأمان تحسدنا عليه شعوب كثيرة.

ما يحدث الآن، يدفع بشكل أو بآخر نحو تكريس مكانة الإمارات باعتبارها دولة حصنية منيعة، وحاضنة مفضلة للمشاريع العملاقة، والشركات العابرة للقارات.. فأكثر ما تحتاجه المؤسسات العالمية الكبرى، دولة متطورة، قوية، تملك بنية تحتية حديثة، وقادرة على حماية حدودها ومكتسباتها.

طموحات الدول كطموحات البشر.. متفاوتة، وقدر الطامحين أن يجدوا في طريقهم الكثير من المأزومين، واليائسين في الحياة.. وهؤلاء إما أن تحملهم معك وتتحمل المخاطرة، أو أن تتركهم في مكانهم وتنأى بنفسك عن مشاكلهم، وأزماتهم العميقة.

الإمارات منذ تأسيسها على يد الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اختارت أن تكون دولة ملهمة.. صانعة للأحداث، ولاعباً رئيسياً في مضامير السياسة والاقتصاد والتنمية، ولم تتأخر يوماً عن تقديم العون للدول المحتاجة، سواء كانت شقيقة أو صديقة.. وجميع الدول التي سارت على هذا المنهج النبيل، نالت نصيبها من حسد الفاشلين، وأحقادهم.