الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جائزة نوبل.. سؤال كل عام

بات السؤال مملا وسخيفا؛ نسمعه كل عام فى شهر أكتوبر ومع إعلان الفائز بجائزة نوبل فى الآداب؛ السؤال هو:متى تأتي إلينا نوبل مرة أخرى؟.. يطرح السؤال صحفيون ونقاد وكتاب؛ ويجتهد بعض المحررين الثقافيين لطرح عدد من الأسماء التى يرون أنها تستحق الجائزة؛ فى وقت من الأوقات كان اسم الشاعر الراحل محمود درويش ثم الشاعر على أحمد سعيد (أدونيس)، وأحيانا اسم د. نوال السعداوي.

الأكاديمية السويدية لا تعلن رسميا الأسماء التى وصلت إلى الترشيح النهائى؛ ومن ثم لا يمكن الجزم بمن وصل إلى هذه المرحلة من الكتاب العرب؛ إن كان أحدهم قد وصل بالفعل؛ كل ما يطرح هو اجتهادات؛ وأتصور أنها أمنيات أكثر من كونها اجتهادات أو توقعات؛ فالتوقع والاجتهاد يجب أن يقوم على معلومة مؤكدة؛ وفى هذا الصدد لا شىء مؤكد، ما لدينا هو أمنيات ورغبات؛ والمشكلة أن بعض الصحفيين يخلطون بين الأمنية والخبر؛ ليس فى ملف نوبل فقط؛ بل فى معظم ملفات وقضايا الحياة.

لقد مضى أكثر من ثلاثين عاما على فوز نجيب محفوظ بها (سنة 1988) وكان هذا الفوز أشبه ببيضة الديك، وليس معنى هذا أنه ليس لدينا من يرقى بأعماله إلى مستوى الجائزة؛ ومن يراجع أسماء الفائزين بالجائزة فى السنوات العشر الأخيرة من حقه أن يمدد رجليه على طريقة الأمام الأعظم أبو حنيفة النعمان؛ ويهتف: لدينا من هم أفضل بمراحل؛ والنموذج الجلى هو “بيتر هاندكه” الفائز بجائزة هذا العام، ففى مسيرة حياته ما يحول دون أن يترشح للجائزة، ناهيك عن أن يفوز بها.


لدينا من يرقون إلى مستوى نوبل؛ لكن ربما لم تترجم أعمالهم بشكل جيد إلى الإنجليزية؛ وربما لأن ثقافتنا العربية ساءت سمعتها منذ 11 سبتمبر 2001، حيث انتسب إليها الإرهابيون الذين قاموا بالعملية؛ بل إن الفائز الوحيد بنوبل “نجيب محفوظ” امتدت إلى عنقه سكين الإرهاب بسبب فوزه بالجائزة؛ والمؤكد أن أولئك القتلة لا يعبرون عن ثقافتنا العربية؛ ثقافة الجاحظ والمعرى وابن خلدون والفارابى وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم؛ لكن أولئك الذين يقبعون فى الأكاديمية السويدية لا يدركون هذا.


الغريب أننا لا نتساءل متى تأتينا نوبل فى الطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد ولا ننزعج أنها لم تصل إلينا وأننا لا ننشغل حتى بهذا الأمر، أن يكون لدينا قامات علمية ومجتمع علمى يفرز علماء ومخترعون؛ نعم فاز بها فى الفيزياء من قبل د.أحمد زويل، لكنه نالها عن أبحاثه ودراساته فى الولايات المتحدة الأمريكية وباللغة الإنجليزية.