الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الكعب العالي.. نسائي ورجالي

كان الكعب العالي في الأصل من أزياء الرجال، نلمس ذلك في الآثار التي تركها الفراعنة والرومان، حيث وجد الباحثون الصنادل المرتفعة الخاصة بالنبلاء والطبقات العليا في المجتمع، لكن الرجال تخلو عنه بعد ذلك، وظل حكراً على النساء.

في العصر الحديث، لا يستعمل الرجل الكعب العالي، لكنه يعتمد المبدأ الذي يقوم عليه، ولكي يتوضح مقصدي سوف أعود للتسعينيات، عندما كنت أعمل مع تلفزيون عجمان في أول انطلاقة، كان على أحد المخرجين الشباب، أن يقارن بين فتاتين ليوكل للأفضل؛ مهمة تقديم برنامج يجهز له، إحدى هاتين الفتاتين سمراء متوسطة الجمال وقد جاءت بصحبة أمها الأستاذة في علم النفس، والأخرى شقراء طويلة، وبعد اختبارهما، اختار المخرج الفتاة الشقراء.

حينها قالت الأم المتخصصة بعلم النفس: كنت متأكدة من هذه النتيجة.. وعندما سألتها عن السبب، أخبرتني أنها مجرد أن رأت المخرج، ووجدته قصير القامة، شعرت بأنه سوف يختار الأجمل والأطول، تماماً كالمرأة القصيرة التي تختار الكعب العالي في محاولة لتحسين عيب القِصر لديها، وأكدت الأم أن الرجال أيضاً يتعاملون مع الكعب العالي، أو بالأحرى مع المبدأ الذي يقوم عليه، وهو تحسين المظهر والتغلب على العيوب، وأضافت: أن اختيار المخرج للشقراء الطويلة، كان محاولة منه لجبر طوله، فقد كانت الكعب العالي بالنسبة له.


أدهشني هذا الكلام في البداية، لكن الأيام أكدت لي أن بعض الرجال يختارون السيارة الفارهة لتطول قامتهم، أو لتمنحهم وسامة يفتقدونها، وعندما يدعو الرجل شخصاً ما إلى مطعم باهظ الأسعار، فإنها محاولة منه لإطالة قامته.