الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

البخاري والشعراوي.. وأنصاف المتعلمين

منذ بداية عام 2019، تسابق بعض النكرة على صفحات التواصل الاجتماعي في معظم أنحاء الوطن العربي، للإساءة لرموز من علماء الإسلام، سواء كانوا علماء بحجم البخاري، أو حتى بحجم محمد متولي الشعراوي.. اللافت أن المسيئين لهذين العالمين ليسوا بقدر علمهما، بل إنهم في الأصل ليس لهم في علوم الدين ما يؤهلهم لانتقاد أعمالهما، والذي هو في الأصل ليس انتقاداً، إنما هجوم غير مبرر.. المخزي في الأمر أن هناك أنصاف متعلمين يطبلون لهذا الهجوم.
لو بررنا ما يحدث من منظور نظرية المؤامرة، التي لم تعد مجرد نظرية، ما دام تنفيذها قائماً على قدم وساق في الدول العربية، أرى أن مخابرات دولية وراء هذا الهجوم، فبعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، التي على إثرها غزت أمريكا أفغانستان والعراق، طالب بوش الابن الدول الإسلامية بمسح كل آيات الجهاد في القرآن الكريم، وكأنه كتاب يمكن تحريفه كما حُرفت الكتب السماوية سابقاً.
قادت السعودية رفض الأمر، وبشدة جملة وتفصيلاً، وجرت مجراها كل الدول الإسلامية، ولذلك ارتأى الأعداء أن يأتي الطعن في الثوابت الإسلامية بالتدريج، بأن يبدأ بسنة رسول الله، عليه الصلاة والسلام، من خلال أذنابهم في المنطقة، فهناك من سيؤيدهم في هذا، من أعداء سنة نبي الله، وهكذا بدأ الأمر بالطعن في البخاري باعتباره من أعمدة السنة، ظانين أن الأمر سيكون سهلاً، وحين وجدوا أنه لم يلحق بالركب إلا المشكوك بدينهم فقط، قرروا تخفيف العيار بالضرب في الشعراوي.