السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ليبيا في ذكرى رحيل" محمد حسن"

" مرسالك وين/ وعندي عين/ اشتاقت واليوم بعامين/ امنين أنجيب الصبر منين".. هذا المقطع من أغنية "ليش بطا مرسالك عني" للفنان الراحل محمد حسن ( 1946 ـ2017)، الذي تمر ذكرى وفاته الثانية هذه الأيام.. بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي بمدينة بنغازي التي أقام بها حتى التسعينيات، وله أغانٍ كثيرة، ولكن هناك ما ظل يتردد دائما على ألسنة معجبيه وأيضا نجوم ليبيين وعرب، كأمثال أغنياته العاطفية:" دللتني، نا عقلي دليلي، يسلم عليك العقل، مطلوق سراحك يا طوير، جرح الغلا".. إلخ.

قدم الفنان الراحل عددا من الأغاني الوطنية لعلها أشهر أغنية "يا ليبيا يا جنة" و"بلادنا زين على زين"، ومن أشهر أغانيه للأطفال"أرسم شجرة"، وكانت نصيحته الدائمة للمبتدئين من الفنانين الاستفادة من الموشحات والمالوف والأغاني القديمة.

ورغم ضبابية المشهد الليبي وتصدر أخبار القتال نشرات الأخبار وصفحات التواصل الاجتماعي، تذكر الليبيون محمد حسن كجزء من الفن الليبي، وكجزء من ذكرياتنا وتاريخنا.


لا أحد ينكر ما قام به الراحل محمد حسن من تطوير للموسيقى الليبية مُدخلا آلات بينها آلة الربابة، التي وظفها في أغنيته "عاتب عليك وخاطري واجعني"، وتعتبر هذه أول مرة يستعان فيها بهذه الآلة المعروفة في دول المشرق العربي، وبهذا يكون أول مَن أدخل آلة الربابة في الغناء الليبي.


قبل وفاته لحن وغناء" مد أيدك يا خوي"، وهي دعوة للتسامح وتجاوز الماضي بكل تفاصيله وفتح صفحة جديدة إذا أردنا السلام والأمان لبلدنا ليبيا، حيث يقول:" إن مات وطنا وين ندفنوه/ ومن اللي يفصل اكفانا/ وفي وطنا من اللي نعزوه/ وين ننصبوا خيمة عزانا/ تراب وطنا وين ما انبيعوه/ ويش ناخذوا في مكانا".

وفي العام 2002 قدَّم حفلاً في خيمة فنية ليبية في قاعة "رويال ألبرت هول" في وسط العاصمة البريطانية (لندن)، واستمر الحفل لمدة خمس ساعات متواصلة.

ورغم الجدال الدائر منذ وفاته بسبب بعض أغانيه التي قدمها لبعض من كانوا في السلطة، ورغم كل الخلاف لا أزال مؤمنة آن الفن سينتصر.. لقد عشنا مع أغانيه صبانا وشبابنا، ذكرياتنا الجميلة، بصوته الذي يتغلغل داخل الروح بانسيابية لا يعرف المستمع لها قاعدة معينة يستند إليها.