الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شجاعة السؤال

الكثير من الأسئلة تتشكل في أذهاننا عبر مراحل حياتنا المختلفة، منذ سنوات الإدراك الأولى، وحتى اللحظات الأخيرة قبل الممات.

البعض منها نُحصّل إجابات يقينية عنه، والبقية تظل عائمة في عقولنا إلى ما لا نهاية، إما لأن إجاباتها لم تقنعنا بما فيه الكفاية، أو لأننا لم نحصل على إجابات عليها من الأساس.

لدي قناعة يقينية مفادها أن الحياة السعيدة تبدأ من عقل الإنسان وأفكاره، فإن كانت تحفزه على طرح الأسئلة، وخوض التجارب، واستكشاف العالم، جاءت حياته رحبة، مثيرة، مليئة بالمغامرات، وإن كانت تثبط همته، وتقيد حركته، وتُخيفه من المجهول، جاءت حياته رتيبة، تعيسة، وخالية من الأحداث.


من هذه الفرضية، نلمح خيطاً رفيعاً يربط بين السعادة وخوض التجارب، وهو ربط أولي لا يمكن التأكيد عليه أو نفيه قبل أن تتوافر لدينا مجموعة من المعطيات والدلائل التي تعيننا على إعطاء رأي موضوعي يخلو من التحيز والتطرف.


يقول فولتير: «لقد قلت لنفسي مئة مرة إنني سأكون سعيداً لو كنت ببلاهة جارتي، ومع ذلك فأنني لا أرغب في سعادة كتلك».

لا أندهش من كلام فولتير، فالإنسان بطبيعته يعشق النور، حتى وإن كشف له عن أمور لا يرغب في رؤيتها، لأن عملية تصحيح أي مسار تبدأ عندما يدرك الإنسان أنه يسير في الطريق الخطأ.

لذلك نجد أن معظم الأمم المتقدمة دخلت في مرحلة مخاض طويل وعسير، قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي، وهذا المخاض يبدأ بالتحرر من فكرة: «أنا على صواب، وجميع من يخالفني على خطأ».