السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حنيني للورقي متواصل..

كان عاماً مليئاً بالرضا، بالحزن، بالإنجازات، الأوجاع، الصعوبات، هذه الجملة تصدرت خلال اليومين الماضيين صفحات فيسبوك، وبرأيي لا نستطيع أو من السذاجة أن نصف عاماً كاملاً بالتعاسة، إذ لا بد من أن هناك لحظات فرح، وإنما ما يعلق بالذاكرة تلك اللحظات المؤلمة فقط.

يقول جاستن ترودو: «نحتاج إلى الشعراء لتغيير العالم»، ولكن نحن متعبون في هذه البلاد من الموت ونأمل أن تنتهي هذه الحرب الطويلة، التي تعرفت عليها من خلال شاشة التلفزيون فقط، ككل البشر يؤلمني مشهد الدماء والأصوات المنهكة من الألم وهنا أذكر ما كتبه إشمائيل بيه في كتابه «الطريق الطويل: يوميات صبي مجند»، كان الناس الذين يأتون إلى قريتنا هرباً من وحشية المتمردين، ويروُون ما يحدث من مشاهد دامية لم أكن أصدقهم وأحياناً أقول إنهم يبالغون، ولكن عندما دخل المتمردون قريتي وشاهدت رؤوس البشر في أيديهم والدماء تتساقط منها، أدركت بشاعة ما يحدث وحدث، هنا أتشابه معه في الحكاية.ش

فكل ما كتبه إشمائيل بيه، وعشته أنا يدخل في إطار المألوف في زمن الحرب التي لا تفرق بين أحد، أن تقع قذيفة بالقرب من بيتك وتخرج للشارع وتشاهد الناس يجرون في كل اتجاه فتقول بينك وبين نفسك هذه الحرب اللعينة، لتتعرف على تفاصيل أكثر دقة من أخبار شاشات التلفزيون.


أدين للكتب بالكثير، فهي التي غيرتني وأنقذتني من حالة اكتئاب أو ربما جنون، والمهم أنها علمتني رؤية الأشياء من الداخل، لا أعرف كيف أكتب قائمة بالكتب التي قرأتها في هذا العام، والمهم أنني قرأت كتباً جعلتني أبتسم من قلبي وهي مذكرات الإيرانية فيروزة دوماس «مضحك بالفارسية»، وأخرى آلمتني وبكيت كــ«امرأة في برلين» للصحافية الألمانية مارتا هيلرس، ترجمة ميادة خليل، و«الطريق الطويل: مذكرات صبي مجند» لإشمائيل بيه، ترجمة سحر توفيق، وكتب أخرى اقتربت منها لعلاقتها بعملي الصحافي.


أحببت كثيراً هذا العام أغنية «وينك وينك بعد جاك الخبر ما جيتني» غناء الليبية أميرة، والحفاظ على صداقات تجاوزات الـ20 عاماً.

ومن سيئاتي في القراءة إعادة شراء الكتاب ورقياً بعد قراءتها على صيغة البي دي أف، فهل هذا يعني أن حنيني للورقي متواصل ولا ينتهي رغم دأبي على البحث عن الكتب التي تغريني عناوينها ولوحة الغلاف وعروضها في الصحافة إلكترونياً أولاً.