السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

« أمبرتو إيكو».. وعبثيّة أسئلة الكتابة

في كتاب «آليات الكتابة السردية» يتحدث الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو عن تجربته في كتابة رواية «اسم الوردة» التي أعطى لها اسماً مختلفاً في بداية الأمر، وهو «دير الجريمة»، وعاد واستبعده لأنه لا يركز سوى على العمق البوليسي، وبالتالي سيقود مهووسي القصص البوليسية إلى التهافت على رواية ستخيب ظنهم دون شك.

ولكن الصدفة وحدها جعلته يستقر على «اسم الوردة»، لأن الوردة، كما يقول إيكو، صورة رمزية مليئة بالدلالات لدرجة أنها تكاد تفقد في نهاية الأمر كل الدلالات، وحينها لن يكون القارئ قادراً على اختيار تأويل ما.

في سن الخمسين وتحديداً عام 1980م، صدر للكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو روايته الأولى «اسم الوردة»، التي نالت شهرة واسعة، ودارت حولها نقاشات وصلت حد اتهامه بسرقة فكرتها.


ويرى إيكو أنه ليس من حق المؤلف أن يؤوِّل، ولكن من حقه أن يحكي لماذا؟ وكيف كتب نصه؟ فمثلاً الدراسات التي تقدمها الشعرية لا تصلح دائماً أداة لفهم الأعمال التي كانت في أساس وجودها، ولكنها تساعد على فهم كيفية حل مشكلة تقنية كقضية إنتاج عمل أدبي ما، والمؤلف يكذب عندما يقول إنه يعمل تحت تأثير إلهام ما إذ لا يشكل الإلهام سوى 20% في حين يشكل المجهود 80%..


وحول بناء القارئ، يطرح أمبرتو إيكو مجموعة من التساؤلات منها: ماذا يعني التفكير في قارئ نموذجي؟ وهل هناك كاتب يكتب فقط من أجل المستقبل؟ وهل هناك كاتب يكتب لقلّة من القراء؟ وهل نكتب لأنفسنا؟.. الإجابة لا، ذلك أن الشيء الوحيد الذي نكتبه لأنفسنا هو لائحة المشتريات، إنها تساعدنا على التذكر، وبعد ذلك يمكن التخلص منها.. إن كل ما نكتبه نقوم به لنقول شيئاً ما لشخص ما

كيف أكتب؟ هنا يتحدث أمبرتو إيكو عن عبثية أسئلة من نوع: هل تبدؤون بتدوين ملاحظات، ثم تحرِّرون؟ وهل تكتبون بالقلم أم بقلم الرصاص أم على الآلة الكاتبة أم على الحاسوب؟ ويمكن الإجابة على هذه الأسئلة بالقول: لا وجود لطريقة واحدة لكتابة رواية، والسبب أن كتابة الرواية تقتضي أن يكون فعل الكتابة لاحقاً للتفكير فيها، ويجب أولاً أن نقرأ ونجمع جذاذات ونرسم بورتريهات الشخصيات، وخرائط المكان، وخطاطات لمقاطع زمنية.