الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

الفلسفة.. ملك الجميع

في صغري، كانت تستوقفي الأحداث «الكبيرة» التي تأخذ مجراها في الحي أو المدرسة، فأقلّبها يمنة ويسرة وأبني على كل تعليل أسساً معينة.

لم أكن مؤمنة ولا كان قلبي دليلي، بل كنتُ طفلة وحسب، لم أكن ببساطة ضليعة بأي شيء، لذا كنتُ أستند في أحايين كثيرة إلى فطرتي.

وهكذا راحت أفكاري العشوائية تتدفق وبات التفكير بصوتٍ عالٍ إحدى عاداتي الروتينية، ولعل مساحة التعبير عن الرأي التي كانت في حوزتي منذ الصغر قد أحدثت شيئاً ما فيّ!، فكنتُ أكتب وأتحدّث وأعبّر عمّا يجول في خاطري، ولا أتوانى عن كتابة الرسائل لمعلّماتي وصديقاتي حين أود توجيه ملاحظة أو نقد.


وفعلتها مرة مع إحدى معلماتي القديرات في المرحلة الإعدادية، التي اتهمت فصلنا بالتقاعس أكثر من مرة، فلم أستطع إلا أن أبوح بوجهة نظري المخالفة!


اليوم وأنا أُدرس نظريات التعلم ومناهج الفلسفة للصغار، تمنيت لو أنني حظيت بالحصص الفلسفية في المدرسة، لو أن بذور الأسئلة في عقول الصغار تكبر بالنقاش لتنجب مزيداً من الأسئلة المفتوحة، والأفضل أن تبقى مفتوحة بلا جواب، لأن رحلة التقصي هي الهدف، وليس الجواب.

وأنا أؤمن بأن الفلسفة ليست حكراً على أساتذة الفلسفة، وأن من حق كل شخص أن يتفلسف لأن «الفلسفة ملك الجميع»، كما تقول أستاذة الفلسفة بجامعة واشنطن ومديرة مركز الفلسفة للأطفال، جانا مور لون، في كتابها «الطفل الفيلسوف»، فهذا التوجه هو الذي يبني مجتمع التساؤل فيسمو ويتغذى على الأفكار، لا على الأشخاص أو الأحداث، بل على الأفكار التي تبني كل ذلك.

ولعل هذا ما يدفعنا إلى ضرورة القيام بفعل التفلسف أكثر من الانغماس في دراسة الفلسفة.