الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأدب العربي.. الثراء والتنوع

تُعتبر مصر رائدة النهضة العربية الحديثة التي انطلقت بعد حملة نابليون على مصر سنة 1798، والتي فتحت عيون المصريين على الحضارة الغربية الحديثة، ولمدة طويلة تصدرت مصر الحركة العلمية والأدبية والثقافية في العالم العربي، فيما كانت الحملات التبشيرية الغربية في بلاد الشام مفتاحها على الثقافة الغربية، وتأسست مدارس وكليات وجامعات للتعليم الغربي بها، فوُجدت الأرضية للنهضة الفكرية العربية الشامية، أما بقية الأقطار العربية فقد تأخرت النهضة فيها لأسباب تاريخية، وبذلك بقيت مصر مهيمنة على المشهد الأدبي والثقافي في العالم العربي حتى نهاية الستينات، باستثناء لبنان وسوريا اللتين واكبتا مصر في التطور الثقافي والأدبي، وما فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب إلا وضع ختم الريادة لمصر في الحقل الأدبي.

وتركّز اهتمام الهنود المعنيين بدراسة الأدب العربي في الجامعات والكليات والمدارس على الشعراء والأدباء والكُتاب المصريين من البارودي وشوقي وحافظ، والمنفلوطي وطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم، ونادراً ما التفتوا إلى غيرهم من أدباء وكتاب من الأقطار العربية الأخرى غير المصرية، رغم أنها هي الأخرى قدمت أروع الإنتاجات في شتى الفنون الأدبية لكنها بقيت بعيدة عن الأضواء مقارنة بالأعمال الفكرية والأدبية المصرية التي شكلت همزة وصل على المستوى العالمي، ورغم أنهم هم الآخرون أعلام وصروح للثقافة العربية، أمثال محمود درويش، وسعدالله ونوس، ونزار قباني، وسعيد عقل، ونازك الملائكة، والسياب، والبياتي، وجبرا، وإبراهيم الكوني، وإميل حبيبي، وأدونيس، وحنا مينا، ومنيف، والطيب صالح وواسيني الأعرج، وغيرهم، والحقيقة أن الأدب العربي المعاصر أكثر ثراء وتنوعاً من هذه الأسماء المعدودة، وهنالك ثورة أدبية حقيقية متمثلة في وفرة الإبداعات المبهرة كمّاً ونوعاً، مع صعود بعض المبدعين والأدباء العرب عالميّاً.

بالنسبة لنا كهنود، أبرز الانفتاحُ على العالم العربي عبر الندوات الافتراضية الأدب العربي المعاصر بتنوعه وثرائه المذهل في الأقطار العربية بدءاً من الجزائر والمغرب وليبيا والعراق إلى دول الخليج كالسعودية والإمارات، والكويت، وغيرها، غير أن القليل من هذا الإنتاج الأدبي الغزير يُترجَمُ للناطقين بغير العربية.


لقد أبهرنا مؤخراً في الندوات الافتراضية أدباء وشعراء وباحثون من الأقطار العربية أمثال محمد بنيس، وسي محمد البلبال من المغرب، وعبدالوهاب عيساوي وإليامين بن تومي من الجزائر، وعبدالفتاح صبري من الإمارات، وأحمد رشراش من ليبيا، وشريف الجيار ونبيل أحمد رفاعي من مصر، وشاكر نوري من العراق وكثيرون غيرهم، واكتشفنا مدى ثراء الأدب العربي وعمقه وتنوعه بصفة عامة.