السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العاطفة والواقع في الرواية

من قراءات لكُتاب غربيين تحدثوا في رواياتهم عن قصص لعائلات وأفراد من العالم الثالث، ومثلهم لشرقيين رووا بدورهم حكايات عن عائلات غربية، خرجت بفكرة أنّ كلا الفريقين قد أصبغا كتاباتهما بطابع متولد من خلفيتهما الثقافية والمدنية والدينية.

فيما حاول آخرون أن يكونوا واقعيين جداً، فكانت أعمالهم جافة وخالية من اللمحة الإنسانية، بينما القلة الأقرب للندرة هي التي جمعت بين العاطفة والواقعية في العمل، الذي قد لا يكون لاقى النجاح الجماهيري، لكن من ناحية أدبية نقدية يجب أن يكون قد تفوق عليهما وقدم صورة ليست بلسان الراوي لما أراد قوله مضيفاً قناعاته الشخصية ورؤاه بصلافة، وإنما الحياة من وجهة نظر البيئة التي جرت بها الأحداث ومن منطلق المفاهيم والقيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والإنسانية التي يعيش فيها أفراد الرواية أو القصة.

أن تكون غربياً ومن الدول الاسكندنافية مثلاً، وتعيش من باب التجربة لستة أشهر مع عائلة محافظة من أفغانستان في قندهار لتكتب عنها رواية، فتلك قصة أستطيع أن أتنبأ بطالعها حتى قبل كتابتها، فكاتبها لديه صور من مشاهدات وقراءات سابقة لديه أبطالها الملالي والبرقع وضرب النساء وسلطة القبيلة وظلم المرأة وأميتها.


ومن هذا المنطلق، سيكون الكاتب ـ أو الكاتبة - مفسراً لكل تصرف ومشهد على أنه موغل في القسوة والاستبداد، ومنتهك لحقوق المرأة، وهو الذي لا يمكن إنكاره لدى مجتمع ذكوري عُرف عنه عده لحقوقها من أقل أولوياته بل حتى المطالبة بها امتهان له وتعدٍ على سلطته الذكورية، التي تميزه عن المرأة في المرتبة التي يراها تحتل الأدنى فيها.