السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العالم ليس مجرد شاشة

في الأسبوع الماضي، تحدثت عن شعب الإنويت، وهم السكان الأصليون لشمال كندا والدائرة القطبية الشمالية، وقد عاشوا هناك لآلاف السنين، وطوروا مهارة الملاحة المعتمدة على ملاحظة الطبيعة من حولهم، ومراقبة الرياح واتجاهاتها وحركة الثلج والحيوانات، ثم مع بداية الألفية الجديدة بدؤوا في استخدام أجهزة الملاحة الرقمية، التي أصبحت بديلاً سهلاً مقارنة بالمهارة التي يتوارثونها منذ القدم، والتي تحتاج لسنوات من الخبرة.

مع هذا الانتقال، بدأ الناس يتعرضون لحوادث لم يتعرضوا لها سابقاً، لأنهم ينتبهون لأجهزة الملاحة، ويعتمدون عليها كلياً، في بيئة تحتاج من الفرد أن ينتبه لمحيطه.

سكان المدن حول العالم، لديهم هواتف ذكية تحوي برامج الخرائط التي تدلهم على أي مكان يريدونه في المدينة، ولم يعد الفرد منهم بحاجة لمعرفة كيف يسير في المدينة، ليجد الأماكن، عليه فقط أن يعرف اسم المكان، ويبحث عنه في تطبيق الخرائط، وسيجد تعليمات للاتجاهات تعينه على الوصول إلى الأمكنة دون تضييع وقت في البحث.


لا شك لدي، أن الأكثرية يرون في ذلك ميزة وفائدة، ففي الماضي، كان الفرد بحاجة لمعرفة المكان والشارع، وربما عليه أن يسأل الناس عن المكان، ونحن نعيش في المدن، وليس هناك خطر كما في بيئة القطب الشمالي، مع ذلك هناك شيء يجب أن يجعلنا نقلق، نحن نفقد صلتنا بالواقع، ونفقد متعة اكتشاف العالم من حولنا ومعرفته.


ثم هناك مشكلة، لأن اعتماد الناس الكلي على شاشات هواتفهم، يسرق منهم الحاجة لتشغيل الدماغ واستخدامه، وهذا له أثر سلبي، لكن لا نعرف إلى أي مدى.