الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

نواكشوط.. عودة عبدالناصر إلى شارعه

أعادت بلدية «تفرغ زينة» بنواكشوط الموريتانية اسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى الشارع الذي حمل اسمه منذ عقود، قبل أن يغيره النظام السابق في 2019، ويطلق عليه «شارع الوحدة»، والحقيقة أن التسمية الجديدة لم تؤثر في الواقع، إذ ظل الشعب متمسكاً بالاسم التاريخي للشارع، فجمال عبدالناصر رغم الجدل المثار حوله، يظل في النهاية قائداً فذّاً ورمزاً للتحرر العربي والإفريقي.

وبالنسبة لموريتانيا، فإنه قاد جهوداً للاعتراف بها في الجامعة العربية وحركة عدم الانحياز، ودعَمها في المجالين التعليمي والثقافي وغيرهما.. صحيح أنه عارض في البداية انضمامها إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية تأييداً للمطالبة المغربية بموريتانيا وخوفاً من زيادة الكيانات العربية.

لكن موقفه تغير بعد لقائه الأول بالمختار ولد داداه سنة 1963 في الاجتماع التأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا، يقول المختار: «أما مقابلتي مع جمال عبدالناصر فيمكن أن أصفها بأنها لا تنسى بكل معاني الكلمة! وأود أن أذكر هنا أنني منذ وصول عبدالناصر إلى سدة الحكم، إذ كنت يومها طالباً في فرنسا، وأنا معجب به إعجاباً لا حدود له، كنت ناصريّاً تماماً»، وأضاف أن عبدالناصر كان «نموذجاً للإنسان المعادي للاستعمار والإمبريالية، والبطل القومي الذي يعمل من أجل أن يعيد للعرب والأفارقة كرامتهم»‬.


في ذلك اللقاء شرح المختار لعبدالناصر روايته للخلاف المغربي ـ الموريتاني، فندم ناصر على موقفه، وكان اللقاء ممهِّداً للاعتراف بموريتانيا في الجامعة العربية، بل لاعتراف المغرب بها، وفي أكتوبر 1967 توقف المختار في القاهر‪ة قاصداً الصين، فاستقبله ناصر، رغم أن الزيارة كانت عابرة، وباح ناصر للمختار بأسرار، منها: اعترافه بنُبل الملك فيصل ودعمه السخي لجهود الحرب، ومنها أنه يخطط للانتقام من إسرائيل، ولعله لم يبح بذلك لقائد عربي آخر، وطلب ناصر من المختار التوسط له عند شوين لاي رئيس وزراء الصين، الذي كان عاتباً عليه لعلاقته بالاتحاد السوفييتي، عدوّ الصين اللدود آنذاك، ونجحت الوساطة؛ لأن الدبلوماسية الموريتانية كانت قوية، رغم أن الدولة كانت في طور النشأة.


وموريتانيا ليست وحدها التي أطلقت اسم عبدالناصر على أحد شوارعها، ففي دول عربية أخرى كالإمارات والكويت والأردن شوارع أو ميادين باسمه، وفي مصر شارع باسم العلامة ابن التلاميد الشنقيطي.