الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تَذْكرَة.. لحصد النجاح

من نوافل القول أن تَحَضُّر المجتمعات مبني على أفرادها، إذ إن العلاقة بين التنشئة السوية للأفراد وبين مستوى تحضر وسلامة المجتمع، علاقة شرطية، فكلما كان أفراد المجتمع متوازنين صحياً ونفسياً وأخلاقياً، متمسكين بقيم مجتمعهم، اتسم المجتمع بشخصية وهُوية، وكان أقدر على إنتاج الحضارة بصورة تفوق غيره من المجتمعات غير المتماسكة، ولكن كيف لأفراد المجتمع أن ينشؤوا على المثاليَّة التي تصنع الحضارة والتقدم؟

إن ذلك لا يتم إلّا بقيام كل مؤسسة من المؤسسات المعنية والمساهمة بدورها في التنشئة الاجتماعية كما يتوجب، ويأتي على رأسها مؤسسة الأسرة، إلى جانب المؤسسات المجتمعية الأخرى المؤثرة، مثل المدرسة، الرفاق، ووسائل الإعلام.. وغيرها.

تأتي أهمية دور الأسرة في بناء المجتمع من خلال بناء الفرد، وذلك يتطلب نشر التوعية بالدور والمسؤولية التي تقع على أسرنا، والعمل على تقويم مسار مجتمعنا نحو التنشئة السليمة، وذلك من خلال محاولة لتسليط الضوء على دور الأسرة وأهميتها في تنشئة الأبناء التنشئة المتكاملة، التي تراعي كل جوانب النمو، وأهمها تنمية الأخلاق لدى أبنائها، وإحاطتهم بسياج من القيم الاجتماعية صوناً لهم وللمجتمع الذي ينتمون إليه.


على الأبوين تحمل مسؤولياتهم تجاه نشأة الأبناء، فعليهم الدور البيولوجي وهو إنجابهم، والدور الاقتصادي الذي يفرض توفير متطلباتهم، إضافة للوظيفة الاجتماعية بصبغ سلوكهم بصبغة اجتماعية، وتزويدهم بمختلف الخبرات، وهناك الدور الحضاري، الذي يعزز المجتمع والوطن، ويرفع اسمه عالياً، ويتم بإعداد أفراد قادرين على التفاعل والمشاركة، وزرع القيم فيهم لعدم اقتراف السلوكيات التي لا تبني حضارة، وهذه تَذْكِرة لا أكثر، بغرض استمرار مشروعنا التنموي ونجاحه كما نتمنَّى.