الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأمية الثقافية.. وعيون الكُتب

نحيا حقبة يتضاءل الإقبال على الكتب العظيمة التي غيرت التاريخ وصنعت الحضارة ورسَّخت للمدنية، لكن كيف يتسنّى لشبابنا الاتسام بالصبر والجلد لقراءة تلك المجلدات النائمة على الرفوف، أو أن يألفوا تلك المعرفة الضخمة؟ وهل ستجد الكنوز القابعة من المجلدات الساكنة على الرفوف يوماً في المرحلة المقبلة من يقرؤها؟

يقال إن وكالة «ناسا» الفضائية لديها 4 مراجع عربية في علوم الفلك، تلك التي تم إنقاذها من المكتبات التي تم حرقها في الأندلس إبان محاكم التفتيش، فما بالكم بما تم حرقه ونسفه من نفائس وعيون الكتب؟

كل الخزي حينما نجد أجيالنا الحاضرة لا تمتلك الشغف والرغبة في قراءة أمهات الكتب، أو الاعتماد على الكتب الرصينة، خلال متابعتها لفعل القراءة، لنقهر به التشدد والتطرف.. فهل يستطيع أن يقود الشباب الحضارة بدون النصوص العميقة، لخلق سياقات من التفكير الصحيح، والنهج الواضح، لكي يكون هناك جاهزية للتغيير الحقيقي؟

لا بد أن نتصالح مع الثقافة التراثية الأصيلة، نحن بحاجة إلى المثقف الحقيقي، وسياسة ثقافية تدحر الأمية الثقافية، وإعادة تجديد جوهر الثقافة لا قشورها، والنهل من التراث الخالد، من أجل بناء الشخصية الإنسانية القادرة على صناعة الحياة، القراءة المختلفة والنظرة العصرية ما نطمح لها.. وتطوير هذا الرصيد المعرفي باستخراج أصوله وقواعده وضوابطه من الثقافة التراثية العظيمة، لاستثماره والبناء عليه وتجديده.

الشباب المعاصر الذي نشأ على ثقافة السرعة والاستهلاك، ومقتطفات من الحكمة الوجيزة، وعناوين الأخبار، وخلاصات الكتب، المخلة بالمعنى والقيمة، عبر التقنيات الحديثة، ومحاولة إنفاق العمر لقراءة الكتب القيمة من الغلاف إلى الغلاف.. هل يدرك معنى وقيمة أمهات الكتب؟