السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مصر الولاّدة

بالأمس القريب ودعنا عزت العلايلي، أحد رموز السينما والدراما المصرية في عقدي السبعينات والثمانينات، وودعنا قبله عشرات من نجوم الزمن الجميل، محمود ياسين وحسن حسني ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز والقائمة تطول.. فهل يعني ذلك أن الفن المصري في مأزق؟

لا أظن ذلك، لأن مصر بطبيعتها ولاَّدة، وما أن يغيب جيل حتى يأتي الجيل الذي بعده ليحمل راية الإبداع ويواصل المسيرة، ولن نختلف في جزئية أن قوة المواهب ووفرتها تتفاوت ما بين جيل وآخر، والشواهد على هذا الأمر حاضرة بكثرة، لكن هذا الشيء طبيعي جداً، ويتكرر في تاريخ جميع الشعوب.

عندما أتحدث عن مصر، فأنا أتحدث عن حضارة ضاربة في أطناب التاريخ، وبيئة إبداعية مكتملة العناصر، وهوية فكرية واضحة المعالم، وطبيعة ديموغرافية داعمة للتدفق الإبداعي، وهي عوامل عززت من ريادة مصر على المستوى العربي، وقطعت الطريق على أي منافس حقيقي لها.


أثناء زيارتي الأخيرة لمطروح، وقفت طويلاً على شاطئ الغرام، أتذكر ليلى مراد، وهي تغني رائعتها الشهيرة «يا ساكني مطروح جنية ببحركم».. وأسأل نفسي:


«لماذا خلد هذا المشهد في الذاكرة، رغم مرور عشرات السنين عليه؟».

فكرت طويلاً، ولم أعثر على إجابة واضحة، لكني رجحت أن الأغنية استمدت تأثيرها من تأثير مصر في تلك الحقبة، وتعلق الجمهور العربي بنجمات السينما المصرية آنذاك.

من يقول إن مصر تراجعت في العشرين الأخيرة، فهو ينقل جزءاً بسيطاً من الصورة، لأن من يعرف المصريين عن قرب يعلم جيداً بأن معين مواهبهم لا ينضب.