الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا تقبلون بالظلم؟

أزعجني قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتأجيل مباريات مجموعة منتخب الإمارات (المجموعة السابعة) للتصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 ونهائيات كأس آسيا 2023 إلى شهر يونيو المقبل، بدلاً من شهر مارس، وأزعجني أكثر تغيير نظام التصفيات لتقام بطريقة التجمع بدلاً من الذهاب والإياب.

أحترم الدواعي الإجبارية للقرار بسبب عدم استقرار الأوضاع الصحية بالقارة في مواجهة جائحة كورونا وقيود الإغلاق والحجر الصحي وعدم السفر ببعض الدول، ولكني أعتقد أن الوقت كان متاحاً لمزيد من الخيارات والسيناريوهات الأكثر عدلاً وتوفيراً لمبدأ تكافؤ الفرص بين المنتخبات، وأعتقد أن منتخب الإمارات ربما يكون المتضرر والمظلوم الأكبر بالقارة من الفرق المنافسة والطامحة للتأهل المباشر لنهائيات الأمم الآسيوية وللدور الثاني لتصفيات المونديال، ولا أعرف مدى إمكانية التراجع وطلب تغيير القرار المتعسف، وإن كنت أنصح أصدقائي بالاتحاد بالسعي لذلك.

لم تعجبني آلية اتخاذ القرار من خلال اجتماع افتراضي تنسيقي عبر تقنية الاتصال المرئي، يترأسه موظف بدرجة أمين عام مساعد الاتحاد الآسيوي مع مندوبي اتحادات المنتخبات الأربعة، وأستغرب كذلك التسرع ولا أقول التهور، في عملية اتخاذ القرار خلال اجتماع وحيد، دون تأنٍ أو تحليل عميق، وكان يمكن تأجيل القرار ليوم أو اثنين بما يضمن عودة المندوبين إلى اتحاداتهم ودراستها للأرباح والخسائر التي تتعلق بمصائر منتخباتها.

الاتحاد الإماراتي كان يمكنه الإصرار على مطلبه بعدم التأجيل مثل اليابان، أو استضافة المنتخب الإندونيسي أو التمسك بلعب أول مباراتين على الأقل، واستكمال آخر مباراتين في يونيو بطريقة التجمع، وأعتقد أن الإمارات هي صاحبة الحق الوحيد في استضافة المباريات المجمعة على أرضها، لأن قواعد الذهاب والإياب المطبقة، كانت تكفل لها لعب 3 مباريات من الأربع بملعبها، وحتى في حالة تحقيق ذلك، فسوف تكون المزايا نسبية، لأن المنتخب الإماراتي سيضطر لخوض مبارياته الأربع بشكل مضغوط ومتتالٍ وبما يرهقه، ويؤثر على نتائجه خاصة مع جدولة المباريات بمواجهة ماليزيا وإندونيسيا الأسهل أولاً، ثم إقامة المباراتين المصيريتين أمام تايلاند وفيتنام بعد ذلك في ظل إرهاق وتوتر، قد يؤثر على فرصة التصدر والتأهل المباشر.