الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحية لكُتاب «الرؤية»

لكل صحيفة رؤيتها في الصفحات التي تخصصها لكُتاب الرأي، بين المنغلقة على مجموعة من الكُتاب أو بتوجهات محددة، ولكن صفحة الرأي الإلكترونية في صحيفة «الرؤية» اختارت المنحى الآخر، واستوعبت عدداً من الكُتاب أسهوا في تنوع المواضيع، وأحياناً تعدد الآراء في الموضوع الواحد، ما أشعرني بأنني في صالون ثقافي أو أدبي فأوحى لي ذلك أن كتبت مقالتي «الصالون الأدبي للمقالات».

فهناك من كُتاب الرؤية من أحرص على أن أقرأ له، ليس لأنني دائماً أوافقه أو أميل إلى ما يكتبه، ولكن السر قد يكمن في أسلوبه الكتابي، كما أن هناك من لا أوافقه على كل ما يكتب، ورغم ذلك لا أفوّت له مقالة إلا وأقرأها لأنني أستنبط منه الرأي الآخر.

ولا أنكر أن البعض حكمت منذ المقالات الأولى التي قرأتها له بألا أكرر التجربة نتيجة أسلوبه الكتابي، الذي لم يجذبني أو لأسباب أخرى، وأرجو ألا يفهم البعض أن هذا انتقاص من حق بعض الكُتاب، فمن لم أتقبل مقالاته قد يكون هو الأفضل عند من يعجبهم أسلوبه أو عناوين المواضيع التي يطرحها، ومن الطبيعي أن أخضع للحكم ذاته بين من يقبل قلمي أو الرافض له.

وما يميز مقالات الرؤية أن شعاع أقلامها تأتي من قارات مختلفة، ومن عدة ثقافات، دون الإخلال بالبيئة المحيطة بالصحيفة، وهذا يدخل في معايير نجاح صفحات الرأي في أية صحيفة.

كما أن هذا يصب في مصلحة القارئ الذي سيقرأ المقالة في مكان واحد ومن أكثر من زاوية، وهذا قد لا يكون متاحاً في بعض صفحات الرأي التي عدد كُتابها محدود، أو المقتصرة على كُتاب رأي من نمط واحد يؤمنون بمشتركات متشابهة، ولا أرمي بذلك القدح في تلك الصحف التي لبعضها تميزها وبصماتها في عالم الصحافة.

وفي الرؤية كُتاب مبدعون، ففي (330) كلمة يختصرون وينجزون ويفيدون، وإذا أردت المزيد فسيزيدون، وما لا شك فيه أن لكل مقال لكاتب في الرؤية قصة، فهناك من جعل في مقالته للذكاء الكتابي حصة، والبعض يتحدث عن الأحداث بكل ألم وغصة، ومنهم من كتبها بتجرد وحياد وكأن الأمر لا يخصه، وآخرون ليس لقلمهم حدود ويرتقون كل منصة، والبعض منهم يكتب في كل مناسبة ولا يفوّت فرصة، فأعتذر إن أخطأت في القول والرؤية، والتحية لكُتاب الرؤية.